الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رمي المؤمن بغير ما اكتسب بهتان وإثم مبين

السؤال

السؤال هو عن أبي وأخي الأكبر: أبي يدعو الله على أخي الأكبر ويتهم الأول. السؤال: أشياء لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه، وانما سوف أشرح لكم ما أشاهده: هو أن أبي متزوج بامرأه أخرى وقد طلق أمي - الله يرحمها -التهمه الأولى الذى اتهم أبي أخي أنه أخذ عليه فلوس، بالتحديد أن أبي فتح دكانا أو بقالة لأخي و ربما أخي خسر أو صرف الفلوس أو لم تكن له خبرة في ذلك أو أن كل شيء صح والفلوس أخذها أبي. المهم أن أبي أخذ سند دين من أخي بالفلوس التي ادعى بها أبي، وقد كان السند معمول باسم صهر أبي ـ أخو خالتي، علما أن الفلوس فلوس أبي، مع ذلك كان يكثر أبي من الدعاء على أخي.
الشيء الثاني: هو أن خالتي أرادت أن تدخل أمريكا عند طريق أبي، ولم يجد أبي أحدا يقوم مقامه إلا أخي، علما أن أخي مطرود من أبي وعايش لوحده. المهم أخي وافق أبي وقام باستخراج جواز السفر لها وجهز لها كل شيء، ولم يبق إلا أن تدخل السفارة الأمريكية وتقابل القنصل لكي يسألها ولكن خالتي لم تقدر بأن ترد على بعض الاسئلة، وقال لها القنصل أنت كذابة، ولم يوافقوا على إعطائها الفيزة، علما أن أبي خسر فلوسا كثيرة على ذلك. ماذا تعمل خالتي وحتى لا يتهمها أبي لصقت التهم بأخي. والله أعلم. كيف عملوا لأبي حتى يتهم أخي بأنه هو السبب في ذلك فهل هذا يعقل؟! مما ازداد دعاء أبي على أخي، يدعو عليه، وكلما أصابه شيء يدعو عليه، علما بأن أخي مظلوم هناك في البلاد لم يدخل أبي أمريكا ولم يعطه أي شيء، وكل تعب وشقاه وحقه وماله تأكله خالتى وأهلها، ومن حولها. أفيدوني في ذلك. جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا أن دعاء الوالد على ولده بغير حق لا يجوز وذلك في الفتوى رقم: 44804. ولا يستجاب له لما فيه من ظلم وبغي وإثم، وانظر أيضًا الفتوى رقم: 55334.

ولتعلموا أن تجاوز الأب وظلمه للابن لا يبيح عقوقه وإساءة الأدب عليه، بل ينصح بلطف وحكمة ولين ويصحب بمعروف. وليس من عقوقه نصحه وبيان الحق له، كما بينا في الفتوى رقم: 1042، ولكن يجب بره والإحسان إليه وإن أساء، وانظر الفتوى رقم: 5339. والذي نراه وننصحكما به أنت وأخوك أن تبرا أباكما وتحسنا إليه ولا يضركما إساءته، ولا يضركما دعاؤه ما دمتما توفيانه حقه في بره وصلته والإحسان إليه.

وأما ما قامت به خالتك من تلبيسها التهم بأخيك لئلا يغضب عليها والدك فهو خطأ عظيم وإثم مبين - إن كان الأمر كما ذكرت - لما فيه من رمي المؤمن بغير ما اكتسب، وقد قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {الأحزاب:58}. فعليها أن تتوب إلى الله من ذلك وتخبر والدك بالحقيقة، وتعترف له بالحقيقة، وأنها ظلمت أخاك وأنه بريء مما رمته به، كما فعلت امرأة العزيز مع يوسف عليه السلام لما قالت: أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ * وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ {يوسف:51-53}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني