الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفضل والكرامة في الدين والتقوى

السؤال

نعاني مشكلة كبيرة في بلادنا وهي القبلية حتى قال بعض الناس إن الله أقر هذا، وقال في كتابه العزيز: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. وقال آخرون هناك حديث يقول فيما معناه: أن اسمك حتى أن تصل إلى 20 اسم, يعني فلان بن فلان إلى 20 يدخل من صلة الأرحام, سؤالي: ما هو التفسير الصحيح لكلمة شعوبا وقبائل وهل هناك فرق بين القبيلة والقبلية, وما هو سبب النزول شعوبا وقبائل وما هي صلة الأرحام ومن هم؟ جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا نعلم حديثاً يتضمن المعنى الذي ذكرته، أن اسمك حتى تصل إلى 20 اسم، يعني فلان بن فلان إلى 20 يدخل في صلة الأرحام، ولم نجد من حدد عددا من الآباء ينتهي إليه الرحم، وإنما تتأكد صلة الرحم كلما كان الشخص أقرب، ففي صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ثم أدناك أدناك. وتفسير ما طلبت تفسيره يمكنك أن تراجع فيه الفتوى رقم: 52198.

وقد عرفت من الفتوى المحال عليها معنى القبيلة، وأما القبلية فهي القبيلة لحقتها ياء النسبة، ومعناها كون الشخص يعطي الأولوية لقبيلته دون أي اعتبار آخر، وسبب نزول قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13}، هو قول ثابت بن قيس لرجل لم يفسح له: ابن فلانة، قال العيني في عمدة القاري: ..... واعلم أن هذه الآية الكريمة نزلت في ثابت بن قيس وقوله للرجل الذي لم يفسح له: ابن فلانة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من الذاكر فلانة؟ فقام ثابت بن قيس. فقال: أنا يا رسول الله! قال: انظر في وجوه القوم فنظر إليها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رأيت يا ثابت؟ قال: رأيت أبيض وأسود وأحمر، قال: فإنك لا تفضلهم إلا في الدين والتقوى. فأنزل الله في ثابت هذه الآية. وراجع الفتوى رقم: 66747، والفتوى رقم: 30143، والفتوى رقم: 35576.

وصلة الرحم تكون بالزيارة للأقارب، والهدية إليهم والاتصال بهم هاتفيا ونحو ذلك مما يعد صلة في عرف أهل البلد، وكل ما تعارف الناس عليه أنه صلة فهو الصلة، وما تعارفوا عليه أنه قطيعة فهو القطيعة، وأما سؤالك عمن هم الرحم، فلك أن تراجع فيه الفتوى رقم: 11449.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني