الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرضا بما قسمه الله لا يعني ضعف الهمة عن معالي الأمور

السؤال

أنا شاب عندي 30 حاصل على شهادة ثانوية فني ثم كملت دراستي وحصلت على بكالوريوس هندسة قسم كهرباء.
في مصر الوظائف صعب الحصول عليها لا بد من المعارف(الأقارب أو الأصدقاء) أو عن طريق دفع نقود لأشخاص ذوي مناصب للحصول على عمل.
منذ سنة ونصف كانت مسابقة لوظيفة فني كهرباء في شركة طيران الحمد لله حصلت على الوظيفة مع العلم الراتب مرتفع والحمد لله انا راضي بهذا الحال بما قسمه الله تعالى لكن في نفس الوقت أنا أتمنى أن أعمل مهندسا بشهادة البكالوريوس هل ممكن أعطي نقودا للأشخاص الذين يعطون الوظائف للعمل بوظيفة مهندس .
أنا خائف أعمل هذا وأكون غير راض عن ما قسمه الله تعالى.
الرجاء الإجابة حتى لا أخالف الله سبحانه وتعالى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما يدفع من مال ــ في سبيل الحصول على وظيفة في مكان ما ــ ينبني على استحقاق الشخص لهذه الوظيفة وتأهيلها لها، وأن لا يجد بدا من دفع المال لنيل حقه، فإذا تعين دفع رشوة لدفع ضرر أو تحصيل حق ثابت لك بيقين أو ظن غالب بأن تعلم يقينا أو ظنا راجحا أنه لا يوجد من بين المتقدمين لهذه الوظيفة من هو أجدر منك بها كفاءة وإتقانا، نقول: إذا كان الأمر كذلك فلا مانع من دفعها، ويبوء بالإثم الآخذ لا المعطي، وراجع الفتوى رقم: 11046 ، والفتوى رقم: 2487.

أما مسألة تعارض هذا مع ما قسمه الله تعالى لك فليس ثمت تعارض؛ لأن الرضا بما قسمه الله تعالى لا يعني الرضا بالدون والحياة الهون وضعف الهمة عن معالي الأمور وإماتة الرغبة الطموح؛ ولكن من معاني الرضا أن يقنع الإنسان بما وهب الله له مما لا يستطيع تغييره. أما إذا أمكن أن يغير من حال إلى حال أحسن فليغير. قال تعالى: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا {طه: 114} وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول: اللهم زدنا ولا تنقصنا. وهو القائل: قد أفلح من أسلم, ورزق كفافا, وقنعه الله بما آتاه. رواه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني