الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأديب الزوجة التي لا تحترم والدة زوجها يكون بالوسائل المشروعة

السؤال

ما حكم الإسلام في امرأة تتعدى على أم زوجها بالسب والقذف يوميا ولا يستطيع السيطرة عليها، علما بأنه غير راض على ذلك وله منها ولدان؟ ماذا يفعل معها؟أفيدونا افادكم الله وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏
فإن المرأة التي تسب أم زوجها وتسيء إليها وتهينها لا شك أنها قد ارتكبت ‏إثماً عظيماً، وقارفت ذنباً جسيماً من أعظم المحرمات وأسوء المخالفات، ‏فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر" ‏متفق عليه. ويقول: "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم" رواه ‏الترمذي. لا سيما إذا انضم إلى ذلك كونها في حق أم الزوج الذي أوجب ‏الله تعالى طاعته ولزوم أمره، ومن المعلوم أن الإساءة إلى الأم إساءة إلى ‏ولدها وإهانة له، لذا فإن الواجب على مثل هذه المرأة أن تسارع إلى التوبة ‏والإنابة إلى الله تعالى، والاعتذار عما فرط منها في حق والدة زوجها، وحق ‏زوجها، ولتعلم أن أذية الأحماء قد سماها الله تعالى بالفاحشة المبينة في تفسير ‏طائفة من العلماء الإجلاء لها بذلك في قوله عز من قائل (إلا أن يأتين ‏بفاحشة مبينة) [النساء:19] وفي حالة ما إذا لم تكفَّ هذه المرأة عما اعتادته ‏من السب والقذف غير المبرر فعلى زوجها أن يزجرها عن ذلك ويردعها، ‏حتى لو أدى ذلك إلى هجرها، فإن لم يُجد ضربها ضرباً غير مبرح. فإن هذا ‏هو مقتضى القوامة التي له عليها، لصيانة مكانة الأم.
وعدم رضى هذا الرجل ‏بسب زوجته لأمه لا يكفي وحده، بل لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة ‏لصيانة مكانة الأم، إما بردع -كما قدمنا- أو بإفراد كل واحدة منهما بمكان ‏وحدها، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.‏
والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني