الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأصل في المسلم السلامة من الفسق

السؤال

متعلم ولله الحمد متزوج ولدي ثمانية أطفال حدثت أمور جعلت الشك لا يبرحني كنت أعيش مع ابن عمي بنفس البيت وهو متزوج أختي.. اضطررت للسفر لمدة يومين وكان ابن عمي قد ذهب لحفلة عرس أحد الأقارب هو وأولاده وزوجته إلا أنه رجع للبيت بعد أن ترك زوجته وأولاده في العرس فوجدته أمامي خارجا من البيت حين عدت من السفر فسألته عن سبب عودته لوحده مع علمه بأنه لا يوجد في البيت سوى زوجتي وأطفالي الصغار فقال عدت لقضاء حاجتي (التغوط) فسألت زوجتي فقالت هو رجع للبيت فماذا عساني أن أفعل - علما بأن صادف أيضا أن تكون والدتي موجودة لزيارة الأطفال حيث كانت تعلم بأنني مسافر -- وسألت والدتي عن سبب عودته فقالت دخل للحمام ( المهم يا فضيلة الشيخ بأن أحداث هذه القصة خلقت بركانا من الشك بداخلي ) ولا أعلم إن كان صادقا أو كانت لديه نية خبيثة أما كان الأجدر به أن يقضي حاجته في العرس او في أي مكان آخر مع علمه بأنني مسافر !! سألت زوجتي إن كان قد تحرش بها أو أساء أدبه فأقسمت بأغلظ الأيمان بأنه لم يفعل أي شيء بالقول أو الفعل إلا أنني لم أطمئن وبدأ الشك يأخذ مأخذه مني بما لا يطاق وكلما أذكر الموقف أخلق إشكالا مع زوجتي وأهددها بالطلاق رغم أنها تقسم وتحلف ولكن الموقف يرتسم أمام عيني بين فترة وأخرى --- هل أطلقها وأقطع دابر هذا الشك لأريح نفسي من هذا الوسواس الذي حطم استقراري النفسي -- أضع مشكلتي بين يديكم لوضع النقاط على الحروف, وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالغيرة صفة محمودة في الرجل، لكنها قد تنقلب إلى صفة مذمومة إذا تجاوزت حدها، وأوقعت في سوء الظن، وإيذاء المسلم بغير حق، فالأصل في المسلم السلامة من الفسق، فلا يجوز إساءة الظن به، ويمكنك الاطلاع على الفتوى رقم: 10077، والفتوى رقم: 63110

والموقف الذي ذكرته، غير كاف في الظن بابن عمك وزوجتك، فما أخبرك به ابن عمك من سبب عودته إلى البيت الأصل أنه صحيح، وقد شهد شاهد على صحته وهو أمك.

وحتى على فرض أن نيته كانت خبيثة فما ذنب زوجتك، وماذا عساها أن تفعل، كما قالت، هل تمنعه من الدخول إلى بيت يسكنه.

نصيحتنا لك ألا تُطلِق لغيرتك العنان، وأن تردها إلى حد الاعتدال ، وأن تتقي الله في زوجتك ، ولا تدع للشيطان مجالا لإفساد ما بينك وبينها، فإن هذا ما يريده الشيطان ، بل هو أعظم ما يفوز به، ففي صحيح مسلم عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم يقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه، ويقول: نِعْمَ أنت. قال الأعمش: أراه قال: فيلتزمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني