الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخير المبالغ المستحق أداؤها بغير عذر

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد ولد آدم محمد بن عبد الله رسول الله.
أما بعد أرجو من سيادتكم إفادتنا بالفتوة الشرعية لهذا الأمر:
أعمل لدى شركة تقوم بتنفيذ أعمال بالباطن لشركة كبرى ثانية ونتيجة مشاكل بينهما قامت الشركة الكبرى بوقف دفع أي مبالغ نقدية للشركة التي أعمل لديها وتعهدت بدفع الرواتب وقيمة المواد من قبلها مباشرة على أن تدخلها على قيود الشركة الأولى وبعد أن تركت العمل لدى الشركة الأولى رفضت الشركة الكبرى دفع ما تبقى لي من رواتب بحجة أنني أعمل لدى الشركة الأولى ولا أعمل لديها مع العلم أن الشركة الأولى أرسلت لهم كتابا يبين ما تبقى لي من رواتب مستحقة لي مع العلم أنني لم أعمل إلا لدى مشاريع الشركة الكبرى ولذلك لجأت لكم بفتوى تبين حقوقنا عند الشركة الكبرى التي تعهدت بدفع رواتبنا من سنة وخاصة أنني أعلم أن أصحاب الشركة الكبرى أصحاب دين وخلق ولا يأكلون حقوق الغير ولكن يجب أن ننصحهم لأن ديننا دين نصيحة ولكم جزيل الشكر والامتنان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا تعهدت الشركة الكبرى للشركة الثانية بدفع رواتب موظفيها فيجب عليها أن تفي بهذا العهد إلا لعذر، ولاسيما إذا كان قد ترتب عليه دخول الشركة الثانية في كلفة بسببه وذلك لعموم قوله تعالى: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا {الإسراء: 34} وقوله صلى الله عليه وسلم: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها؛ إذا اؤتمن خان، وإذا حدك كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر. رواه البخاري وراجع للتفصيل الفتوى رقم:57942، والفتوى رقم:4984 .

ويزداد الإثم إذا كانت الشركة الكبرى مدينة للشركة الثانية وتعهدت لها بدفع رواتب موظفيها كجزء مما هو مستحق لها عليها ثم ماطلت من غير عذر في دفع الرواتب ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مطل الغني ظلم. والمطل هو تأخير ما استحق أداؤه بغير عذر، وفي سنن النسائي وأبي داود وابن ماجه عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لي الواجد يحل عرضه وعقوبته. وعقوبته كما قال أهل العلم حبسه، وعرضه: القول فيه كيا ظالم أو ظلمني ومطلني ونحوه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني