الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قبول الأخ اعتذار أخيه طاعة لله ومعصية للشيطان

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
عاجل عاجل
نحن مجموعة من الطلاب من دولة عربية واحدة ندرس في ماليزيا وقبل أيام حدثت مشاجرة بين طالبين فقام أحدهما وسب الآخر بألفاظ لا أخلاقية وشمل في سبه أهل منطقته وقد حضر هذه المشاجرة خمسة طلاب آخرين ولتهدئة النفوس قام اثنان من الطلاب وهما أكبر الطلاب سنا للتدخل لحل المشكلة وهما يحظيان باحترام الجميع والهدف هو اعتذار الطالب المعتدي وقبول هذا الاعتذار من الطالب المعتدى عليه ومجموعته ولكن جهودهما باءت بالفشل حيث أصر كل طرف على موقف معين حول طريقة الاعتذار وهي كالتالي
أولا أصر المعتدى عليه ومجموعته أن يكون الاعتذار أمام الطلاب الخمسة الذين حضروا المشاجرة إضافة إلى المعتدى عليه ومجموعته في مجلس واحد، علما أن مجموعته لم تكن حاضرة أثناء المشاجرة
ثانيا أصر المعتدي أن يكون الاعتذار أمام الطلاب الخمسة الذين حضروا المشاجرة فقط فقط، أما
المعتدى عليه ومجموعته فسيعتذر إلى كل فرد فيهم كل على حده، علما أن عدد المجموعة ثمانية
والسؤال هو هل يوجد في الشرع ما يؤيد إحدى الطريقتين السابقتين لكي نرغم أحد الطرفين للعمل بها ؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم -أيها الأخ الكريم- أن الشيطان عدو للإنسان يسعى بشتى الوسائل للإيقاع بين المؤمنين، ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم.

وفي الصحيحين من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. واللفظ للبخاري.

وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما: لو أن رجلا شتمني في أذني هذه واعتذر في أذني الأخرى لقبلت عذره. ومن النظم في معناه:

قيل لي قد أسا إليك فلان * وقعود الفتى على الضيم عار

قلت قد جاءنا فأحدث عذرا * دية الذنب عندنا الاعتذار

فعليكم أن تبلغوا كلا من ذينك الطالبين ما كتبناه في هذه الفتوى، وليدع كل منهما الإصرار على موقفه، طاعة لله ومعصية للشيطان.

وليعلم كل أنه سواء كان الاعتذار أمام الطلاب الخمسة الذين حضروا المشاجرة، إضافة إلى المعتدى عليه ومجموعته، أو كان أمام الطلاب الخمسة الذين حضروا المشاجرة فقط، فإن أي شيء من ذلك لا يجلب نفعا للمعتدى عليه، ولا ضررا على المعتدي، وإنما هو تحريش من الشيطان، يريد أن يحول دون استرجاع ما كان من الألفة بين الطلاب.

وليعلموا أن السابق إلى تلبية طلب خصمه أكثر أجرا، لما في ذلك من رأب الصدع وقطع الشحناء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني