الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعاظم على الناس سنة جاهلية

السؤال

ما حكم اللاجئين من دول إسلامية أخرى في بلادنا، وكيف نتعامل معهم، وهل هناك فرق بين الذين يعيشون في خيام والآخرين الذين لهم بيوت وأعمال وأصبحوا من الأغنياء في بلادنا ويتحكمون في العمال من أصحاب البلد ونسوا أصلهم وإذا سألتهم هل تريدون العودة إلى بلادكم المحتله يقولون ولمن نترك الخير هذا كله.. يحررها اللي هناك. آسف لما أقوله فإن هذا يشعرني بالغبن في بلادنا ؟وجزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمسلم ينبغي أن ينظر إلى اللاجئين نظرة إشفاق ورحمة، من أي بلد كانوا، بل ولو كانوا غير مسلمين. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على إكرام الأسرى والإحسان إليهم، مقتديا بهدي القرآن حيث قال الله تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا {الإنسان:8}. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فكوا العاني، وأجيبوا الداعي، وعودوا المريض. رواه البخاري. والعاني هو الأسير.

واعلم أن التعاظم على الناس سنة من سنن الجاهلية، وأنه لا فضل لأحد على غيره إلا بالتقوى. وقد أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا المعنى كما ورد في سنن الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: يا أيها الناس، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية -كبرها وفخرها- وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان: بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب، قال الله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير.

ونسأل الله أن يهدينا وإياك لما يحبه ويرضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني