الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا يفعل من سئل عن سيرة إنسان أو حقيقته

السؤال

ماذا ترد على من سئل في غيبة إنسان ـ مع الإلحاح في طلب السؤال ـ من أحد الوالدين أو الأقارب ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي السؤال غموض, ولكن إن كان المقصود أن أحدا ما سئل عن شخص عن حقيقته أوسيرته ونحو ذلك, وكان المسؤول عنه غائبا فإن كان غرض السائل أبا كان أو أما أو غيرهما مستنصحا لكونه سيعامل المسؤول عنه بتزويج أومعاملة دينية أودنيوية ونحوه فيجب إخباره بحال المسؤول عنه بما يفي بالغرض دون تجاوز لقوله صلى الله عليه وسلم مبينا لحقوق المسلم على أخيه : حق المسلم على المسلم ست. قيل ما هي يارسول الله؟ قا ل إذالقيته فسلم عليه, وإذا دعاك فأجبه, وإذا استنصحك فانصح له, وإذا عطس فحمد الله فشمته, وإذا مرض فعده, وإذا مات فاتبعه. رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة وغيره . وسبق بيانه في الفتويين رقم :32261 , 48302 . وإن كان في ذكر حقيقته ما يسوؤه فهي غيبة إلا أنها مغتفرة هنا قال الإمام ابن حجر الهيتمي في الزواجر : الأصل في الغيبة الحرمة ، وقد تجب أو تباح لغرض صحيح شرعي لايتوصل إليه إلا بها . ثم ذكر الأبواب التي تجوز فيها الغيبة ومنها: كأن يشير وإن لم يستشر على مريد تزوج أو مخالطة لغيره في أمر ديني أو دنيوي, وقد علم في ذلك الغير قبيحاً منفراً كفسق أو بدعة أو طمع أوغير ذلك كفقر في الزوج. انتهى .

وأما إذا لم يكن غرض السائل النصح والمشورة وإنما للتندر والفكاهة فلايجوز, ولوكان السائل أبا أوأما لأن طاعتهما مشروطة بالمعروف, وهذا معصية, فلا طاعة لهما فيها لقوله صلى الله عليه وسلم : إنما الطاعة بالمعروف. وقد بينا ذلك مفصلا في الفتويين رقم : 76303 , 25754 .

وإن كان المقصود من السؤال غير ما أجيب فنرجو إيضاحه وبيانه. وقديما قيل: حسن السؤال نصف الجواب .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني