الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يزال معك من الله ظهير ومعين

السؤال

أنا فتاة أعيش في قطر ومتزوجة بزوج متدين وخلوق وأحبه جدا ويحبني جدا جدا ولكن مشكلتي مع أمه أتعبتني في حياتي وهي تسكن معنا في البيت وأنا كي أتجنبها لا أكلمها أبدا كل همي زوجي وفقط ألبي طلباتة فقط لا علاقة لي بها وهي خالتي تكون ولكنها ذات لسان سليط جدا ودائما الغلط علي وعلى زوجي والشتم وأنا أكره هذا ولكن احتراما لزوجي لا أرد عليها أتركها تتكلم كما يحلو لها لأن زوجي يغضب جدا لو أجبتها لأنها امرأه كبيرة، فماذا أفعل أريد الخروج لبيت لوحدي ولكن وضع زوجي المادي لا يسمح بذلك، فماذا أفعل أفيدوني أفادكم لله، أنا تعبانه في حياتي كثيرا، وكل يوم بكاء وبكاء ولا يوجد أحد لي هنا، أهلي كلهم في فلسطين وأنا هنا وحيدة ليس لدي أحد في الدنيا، فماذا أفعل أفيدوني وجزاكم الله كل خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يوفقك ويعينك ويرزقك الصبر، وأن يجعل لك مما أنت فيه فرجاً ومخرجاً، ونرشدك أيتها الأخت الكريمة إلى ما يلي :

أولاً : الصبر، فإن عاقبة الصبر الفرج، وإن مع العسر يسرا، قال الله تعالى: فإن مع العسر يسرا* إن مع العسر يسرا {الشرح:5-6}، وفي الحديث: أن النصر مع الصبر، وأن الفرج من الكرب، وأن مع العسر يسرا. رواه أحمد .

ثانياً : هذه المرأة خالتك وأم زوجك ولها عليك حق كبير، فقومي بحقها، وما صدر منها من إساءة فلا تلقي له بالاً، وكأنك لم تسمعيه، وبهذا يخف عليك ما تجدين منها، ويقل حزنك جداً، وتذكري دائماً أنك تفعلين هذا طلباً لرضا أرحم الراحمين.

ثالثاً : ما تفعلينه من الصبر على خالتك هو من أعظم الأعمال التي تكسبين بها الأجر ، وتذكري ذاك الرجل الذي جاء يشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم سوء معاملة أقاربه له فقال : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال له النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل ( الرماد الحار) ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. رواه مسلم وأحمد وأبو داود .

رابعاً : من حق المرأة أن تستقل بمسكن خاص مع زوجها لا يشاركها فيه أحد ، ولكن عدم قدرة زوجك على فتح منزل مستقل يكفي عذرا للإعراض عن التفكير في هذا الأمر، هذا بالإضافة إلى كون أمه خالتك قد لا تستغني عنه، وخاصة أنها في بلد غربة -كما فهمنا من السؤال- فكوني عونا لزوجك بأن لا تثقلي عليه التكاليف المادية بمسكن آخر ، وعونا له أيضاً على بر أمه .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني