الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قبلة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة

السؤال

الإخوة في موقع الإسلام المحترمين بارك الله فيكم، سؤالي هو: ما هي الفترة التي صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم باتجاه المسجد الأقصى، وبأي اتجاه كان يصلي في مكة المكرمة، أنا سمعت أن الصلاة باتجاه المسجد الأقصى كانت لمدة ستة عشر شهراً، وكما هو معروف فإن تغيير القبلة حدث في المدينة، إذن فبأي اتجاه كان المسلمون يصلون خلال السنوات الثلاث عشرة الأولى؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً, وذلك بعد هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وأما قبل هجرته فكان يصلي قبل الكعبة وقيل: يجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس فيصلي، لما أخرجه محمد بن جرير الطبري في تفسيره بسنده عن ابن جريج: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى أول ما صلى إلى الكعبة ثم صرف إلى بيت المقدس فصلت الأنصار نحو بيت المقدس قبل قدومه ثلاث حجج وصلى بعد قدومه ستة عشر شهراً ثم ولاه الله جل ثناؤه إلى الكعبة.

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى بعد ما ذكر جملة من الأقوال وساق بعضاً من الروايات قال: وقد جاء في هذا الباب أحاديث كثيرة وحاصل الأمر أنه قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر باستقبال الصخرة في بيت المقدس فكان بمكة يصلي بين الركنين فتكون بين يديه الكعبة وهو مستقبل صخرة بيت المقدس, فلما هاجر إلى المدينة تعذر الجمع بينهما فأمره الله بالتوجه إلى بيت المقدس... واستمر الأمر على ذلك بضعة عشر شهراً وكان يكثر الدعاء والابتهال أن يوجه إلى الكعبة التي هي قبلة إبراهيم عليه السلام, فأجيب إلى ذلك وأمر بالتوجه إلى البيت العتيق فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فأعلمهم بذلك, وكان أول صلاة صلاها إليها صلاة العصر.

وقد فرضت الصلوات الخمس على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بخمس سنين في حادثة الإسراء. واختلف هل كانت قبل ذلك صلاة أم لا، وقد فصلنا القول في ذلك في الفتوى رقم: 17665.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني