الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حسن الظن بالمسلم والحذر مما يؤدي إلى الريبة

السؤال

أرجو من فضيلتكم أن توضحوا لي هدا الأمر"لقد نمت بجانب أحد أصدقائي ليلا وفجأة شعرت أنه يحاول أن يلمسني بذكره دون خلع للملابس وقد فعل ذلك مرارا والخجل والحياء منعاني أن أقول له ماذا تفعل لما سيجلب ذلك لو أعلمته أني قد شعرت به. فسكت .فلا أدري إن كان هو نائم وفي هذه الحالة يكون يحلم. أو هو يقصد ما يفعل وهذا ما لا أرجحه. فهل يأخذ هذا حكم اللواط مثلا؟ وما ذا علي أن أفعل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن على المسلم أولا أن يحسن الظن بأخيه المسلم ويلتمس له أحسن المخارج، ولا يجوز له أن يتهمه بتهمة فعل الفاحشة من غير بينة، كما يجب أن يحذر من كل ما يؤدي إلى المعصية وخاصة الفواحش القذرة الممقوتة مثل عمل قوم لوط، فربما تجر الخطوة الصغيرة من خطوات الشيطان إلى ما هو أكبر منها، فسد هذا الباب والحذر منه واجب كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ {النور:21}

وكان عليك أن تنبه صديقك بطريقة عادية عندما أحسست منه ما يريبك حتى لا يستهويه الشيطان أو يجره إلى ما لا تحمد عقباه عند ما يرى منك التغاضي عنه أو يظن أنك مستغرق في النوم.

وهذا كله سدا للذريعة، ونحن نحمل ما جرى على أحسن المحامل ونلتمس لصاحبه أحسن المخارج، وأنه كان نائما بالفعل أو كان يحلم.

وعلى كل حال فهذا لا يعتبر لواطا فإن كان الشخض المذكور نائما فإن القلم مرفوع عنه ولا إثم ولا حرج عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاث: عن المجنون المغلوب على عقله، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم. رواه ابن حبان وغيره.

أما إذا كان متعمدا فإنه يأثم بذلك الفعل وإن كان لا يصل إلى اللواط الذي يترتب عليه الحد.

والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى أن تحذر كل ما يؤدي إلى الريبة وأن تستر ما جرى، فإذا تبين لك أن الرجل كان متعمدا لما فعل، فعليك أن تنصحه بتقوى الله والحذر من الاقتراب من الفواحش.

وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتويين: 22549، 45481، وما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني