الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم حب المرأة لمطلقها

السؤال

إذا استمرت امرأة في حب طليقها بعد قضاء العدة هل يجوز ولا إثم عليها مع العلم أنها لم تتزوج بعد ولم تستطع نسيانه. شكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج على المكلف فيما ليس من كسبه، وفي ما لا يملك مثل الحب الذي لم يترتب عليه عمل محرم من نحو نظر بشهوة أو خلوة به؛ إذ مجرد الحب لا يملكه المرء، بل يملكه من القلوب بين أصبعين من أصابعه، يقلبها كيف يشاء سبحانه، وفي الحديث: رب هذا قمسي في ما أملك, فلا تؤاخذني فيما لا أملك. قال أبو داود: يعني القلب، رواه أحمد وأصحاب السنن.

فلا إثم عليك من هذا الحب لمطلقك، ولا تؤاخذين عليه.

لكن نقول: إن كان هذا الزوج قد انصرف عنك ولم يعد له حاجة بك، ويئست من رجوعه، فليس من الحزم ولا من الرأي أن تبقي ضامة جناحك على حبه، فمن الشقاوة -كما قيل- أن تحب ومن تحب لا يحبك، فاشغلي نفسك عنه، وخير ما شغل المرء به نفسه ذكر الله، والتقرب منه سبحانه، فلعله أن يبدلك بهذا الحب حبا له تعالى يشغلك عن حب من سواه، يروى أن زليخا امرأة العزيز التي راودت يوسف عن نفسه، لما تزوجها قال لها: ما شأنك لا تحبينني كما كنت في أول مرة؟ فقالت له: لما ذقت محبة الله تعالى شغلني ذلك عن كل شيء.

وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني