الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يخون المسلم الكافر ولا ينقض عهده معه

السؤال

الذي يسب الرسول عليه الصلاة والسلام والإسلام وبنات المسلمين ، هل يجب أن نحافظ على أمانته ؟ مثلاً : شخص نصراني أعطاني كلمة مرور بريده الإلكتروني ، وبعد فترة سب الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام وبنات المسلمين ، فهل يجوز البوح بكلمة مرور بريده ؟ أم يجب أن أحافظ على هذه الأمانة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن سب الرسول صلى الله عليه وسلم وسب الإسلام يرتد به المسلم وينتقض به عهد الكافر إن كان له عهد عند المسلمين، ولولي أمر المسلمين أن يعاقبه العقوبة التي يستحقها قتلا كانت أو غيره، ولكن يصير حربيا بمجرد ردته أي له حكمه في الجملة........ ، ومع ذلك فإن خيانته في أمانته لا تجوز لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك. رواه الترمذي.

فقد ورد النص بأن المسلمين إذا خافوا من الكفار الخيانة ونقض العهد بأن ظهر من قرائن أحوالهم ما يدل على خيانتهم، فإن المسلمين لا يعاملونهم بالمثل، فلا يغدرون بهم، ولا ينقضون العهد معهم، بل يخبرونهم بعدم استمرار العهد بين الطرفين، قال تعالى: وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ. {الأنفال: 58}.

وعليه، فلا نرى لك إباحة البوح بكلمة مرور بريد هذا الكافر، ولكن يجب عليك قطع العلاقة به إن كانت علاقة مودة وصداقة .

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني