الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإساءة للزوجة والأولاد ليست من أخلاق الكرام

السؤال

أنا امرأة عمري 33 سنة من أب عربي وأم نصرانية، وأنا متزوجة وعندي 6 بنات ومشكلتي أني أعاني من قسوة زوجي أنه سريع الغضب لا يتعامل معنا إلا بقسوة وكلامه معنا جارح، فهو لا يهتم بنا ولا ينفق علينا ولا ينادي بناته إلا بحيوانات، ويعيرني بأمي برغم من أني مسلمة وأرتدي الحجاب وأربي بناتي تربية إسلامية وأنقطع عن زيارة أهل أمي، لكي لا يكون هناك أي مشاكل من ناحية ديننا ودينهم، ولكن لقد صبرت عليه 14 عاما، أعامله بما يرضي الله لم أشك يوماً لأهلي وأحاول أن أظهر أمامهم وأمام الناس أنني سعيدة، ولكن أنا أتعس امرأة، إن زوجي لم يهتم يوماً ببناته لا من جهة الدين ولا من جهة الدراسة ولا يلاعبهم ولا يتكلم معهم، بل منذ أن يدخل من العمل لا يحب أن يراهن أمامه، وأنا دائماً أحاول أن أجد له مبررا لمعاملته السيئة معي ومعهن، ولكن البنات يكبرن وابنتي الكبرى عمرها 13عاماً ونصفا، دائماً تلومني على معاملتي الطيبة معه، حاولت أن أفهمها أن هذا واجبي أن أعامله بالتي هي أحسن لأكسب رضى الله، كم من مرة طلبت منه أن يؤمنا ويصلي مع بناته أو يقرأ معهن القرآن، دائما يرفض ويقول لي هذا عملك أنت فأنا لم أطلب منك أن تنجبي لي أطفالا وفعلا فهو كان يغضب حين أكون حاملا ولكن أنا أحببت أن تكون لي عائلة كبيرة لأنا كنا عائلة صغيرة أبي وأمي وأختي وأنا، ولكن كيف أتصرف مع زوجي وما هي النصيحة التي تنصحونني بها، فأنا حقاً بدأت أشعر بالتعب، وكيف أتعامل مع بناتي اتجاه أبيهن؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الإسلام يأمر بحسن معاشرة الزوجة، وبالإحسان إلى البنات، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 69040، 63981، 50942، 49195.

فزوجك -مع الأسف- بعيد كل البعد عن أخلاق الإسلام وتعاليمه، ليس فيما يجب أن يكون عليه كزوج وأب، بل وحتى في ما يجب عليه كمسلم، فالله عز وجل يقول: وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً {البقرة:83}، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي وأحمد.

فالمطلوب منك أن تبقي على إحسانك وأداء واجبك الذي كلفك الله به من حسن عشرة الزوج، وحسن تربية البنات، واحتسبي الأجر عند الله عز وجل، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

وننصحك بالصبر على زوجك ودعاء الله عز وجل أن يهديه، ويصلح حاله، ويحببك وبناته إليه، ومعاهدته بالنصيحة المخلصة الرفيقة اللينة، مع محاولة التقرب منه، والتحبب إليه بالتزين له وحسن التبعل.

أما بناتك فعلميهن أن الوالد مهما فعل فله حق على الأبناء؛ لأنه سبب وجودهم في هذه الحياة، وقد وصى الله عز وجل بالوالدين إحساناً، وجعل حقهما بعد حقه سبحانه، وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {الإسراء:23}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني