الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكذب بين الحرمة والإباحة

السؤال

أنا طالبة بالسنة النهائية بالكلية نظام الكلية يأخذ في الاعتبار الحضور والغياب في المحاضرات و" السكاشن" على حد سواء على عكس معظم الكليات الأخرى, والدفعة مقسمة إلى مجموعات على أساس الترتيب الأبجدي, وكل مجموعة لها المحاضرون الخاصون بها, ويؤخذ الحضور والغياب مع هؤلاء المحاضرين, وبطبيعة الحال فإن الكلية لا تكترث كثيراً برأي الطلبة في المحاضرة وهل يفهم منه الطلبة أم لا، المهم أن هذا الموضوع يكون سبباً في أنه قد يحضر بعض الطلبة لمحاضرة المجموعة الأخرى الأفضل وتطلب من أحد الزملاء أن يكتب أسماءهم في الكشف الحضور وذلك لكي يوفروا وقتهم ومجهودهم وفي نفس الوقت يحضرون عند المحاضرة الأفضل، أريد أن أفعل ذلك, ولم يسبق لي أن فعلته وذلك لاعتقادي بأنه قد يعتبر شهاد زور, ولكني الآن في هذا العام كل المحاضرين الخاصين بمجموعتنا سيئون فلا أحد يفهم منهم, فإذا كان هؤلاء المحاضرون أنفسهم يسمحون بأن يكتب الطالب الغائب اسمه في كشف الحضور فهل في هذا إثم؟ مع العلم بأن هذا سيوفر لي الكثير من الوقت والجهد وخصوصاً لشهر رمضان المبارك وبعده مباشرة امتحانات؟ برجاء سرعة الرد... وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه نريد أولاً أن ننبهك إلى حكم الدراسة في الجامعات المختلطة، ولك أن تراجعي في ذلك الفتوى رقم: 2523.

وما ذكرته من أن بعض الطلبة يحضرون عند محاضر ليس هو المخصص لمجموعتهم، ثم يطلبون من أحدهم أن يكتب أسماءهم في كشف الحضور عند محاضر لم يكونوا قد حضروا عنده يعتبر كذباً، والكذب حرام، ولا يرخص فيه إلا لضرورة أو حاجة، ويجب أن يكون ذلك في أضيق الحدود، بحيث لا توجد وسيلة أخرى مشروعة تحقق الغرض.

وقد جوز أهل العلم الكذب في كل ما فيه مصلحة دون مضرة للغير، يقول ابن الجوزي ما نصه: وضابطه أن كل مقصود محمود لا يمكن التوصل إليه إلا بالكذب، فهو مباح إن كان المقصود مباحاً، وإن كان واجباً فهو واجب.

وقال ابن القيم في زاد المعاد ج2 ص145: يجوز كذب الإنسان على نفسه، وعلى غيره إذا لم يتضمن ضرر ذلك الغير إذا كان يتوصل بالكذب إلى حقه، كما كذب الحجاج بن علاط على المشركين حتى أخذ ماله من مكة من غير مضرة لحقت بالمسلمين من ذلك الكذب..

ولا شك أن من حق الطالب أن يسعى في تجنب المحاضر الذي لا يستفيد من الحضور معه شيئاً، ويبحث عن المحاضر الذي يستفيد منه أكثر.

وعليه.. فإذا كان الحال على ما ذكرته من سوء جميع المحاضرين الذين عينوا لمجموعتكم، فلا نرى بأساً من السعي في الحضور عند غيرهم بالطريقة التي ذكرتها إذا لم توجد وسيلة غيرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني