الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التجسس على البريد الألكتروني حرام

السؤال

أنا شاب عمري 20 سنة في مرة من المرات اصطدت (باسوورد) لشاب كان يضايقني وأصبحت أتصفح إيميله بسهولة هذا الشاب من أقاربي فجعت أنه يراسل فتاة من أقاربنا أنا وإياه لكنها تقرب له أكثر فهي بنت خالته وأنا أعرفها وأعرف أهلها وفوجئت أنها رسائل حب وغزل وعشق وهيام الشاب عمره 19 والفتاة 18 ماذا أفعل هل أغير الباسوورد الخاص به أم لا يجوز أن أتطفل أفيدوني ؟ مع أني للآن ساتر عليهما ولم أخبر أحدا بذلك ؟
وجزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا حكم التجسس على المسلمين، وذكرنا أنه حرام لا يجوز لغير ضرورة؛ لقول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا {الحجرات: 12 } ولما رواه أحمد وغيره عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تؤذوا عباد الله، ولا تعيروهم، ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته . وانظر ذلك مفصلا في الفتويين رقم : 16126 ، 65893 ، فلا يجوز لك أن تطلع على بريد ذلك الأخ، ويجب عليك أن تستر عليه ما علمت، ولا تغير رقمه السري أو غيره، لكن انصحه وبين له حرمة إقامة العلاقات مع الفتيات ومراسلتهن والحديث معهن، وانظر في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية : 1072 ، 1753 ، 621 ، فإن استمر على ذلك ولم يقلع وخشيت تفاقم الأمر فلك أن تتخذ من الوسائل المشروعة ما تغير به ذلك المنكر، كأن تخبر بعض من له سلطة عليهما، وينبغي تهديده بذلك قبل الإقدام عليه. وإذا كان تغيير (الباسوورد) يقطع تلك العلاقة فلا حرج في قطعه دون علمه، لكن نخشى أن يفتح بريدا آخر فيتراسلان عليه. فانظر فيما تغير به ذلك المنكر من الوسائل : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {النحل: 125 } .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني