الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اجتناب ظن السوء بالزوجة

السؤال

أنا شاب عقد قراني منذ حوالي سنه (كتب كتاب) مع العلم بأن علاقتي بها هي علاقه زوجين أى أنني أباشرها ارتبط بها لأني كنت أرى أنها محل ثقة وعلى قدر من التدين ومنذ حوالي شهر حدث أن كنت عندهم وطلبت مني أن أوصل بعض الكتب لأحد أقاربها وفتحت أحدهم أمامي وأخرجت منه ظرفا وحين سألتها عنه ارتبكت ورفضت أن تريني ما به وبررت ذلك بأنه لا يخصها في شيء ولا يجب أن أراه لأنه يتعلق بسمعة فتاة حاولت أن أهدىء من قلقها في البداية ولكنها أصرت على موقفها وأصررت أنا أن أرى ما أخفته قالت إنها ستكلم تلك الفتاة وتخبرها لتتخلص من إحساسها بأنها قد تكون خائنة للأمانة واتصلت بها أمامي وفتحت الظرف وكان عبارة عن كارت من كروت المعايدة إلا أنها قرأت الظرف وارتبكت أكثر وقالت لي إنه ليس هذا هو الظرف الذي تتحدث عنه وأخرجت ظرفا آخر وأرتني إياه وكان به ما يدل على وجود علاقة زواج أو علاقة غير محترمة بين كاتب هذا الظرف والمرسل إليه وكان إمضاؤه (أبو مروان) وقالت لي إن تلك الفتاة مرتبطة بذلك الشخص منذ فترة طويلة وإنه قريب لها وأنها قطعت علاقتها بها لفترة بسبب هذه العلاقة مع العلم بأن زوجتي في أحد الأيام قالت لي إنها تتمنى أن تنجب ولدا تسميه مروان ومع العلم بأن هذه الفتاه تحمل نفس اسم زوجتي وأصررت كذلك أن أرى الكارت الثاني وكان به إمضاء باسم الشاب وكان بالكارت الاسم وتاريخ الميلاد الذى هو تاريخ ميلاد زوجتي وبررت ذلك بأن تلك الفتاة لها نفس تاريخ الميلاد وأن هذا الشاب كان زميلا لهما بالجامعة وكان يريد أن يرتبط بتلك الفتاة وأن هذا الكارت للفتاة ولا يخص زوجتي في شيء وأقسمت على ذلك كثيرا في أثناء المناقشه بيننا طلبت من والدتها أن تحضر بيننا النقاش وقالت إنها تعرف كل شيء أول ما أن دخلت والدتها سألتها عن هذا الشاب وبمن كان يريد الارتباط فردت والدتها باسم الفتاة وأكدت لي أن ابنتها لم يكن لها أي علاقة به وأنها طوال سنوات الدراسة بالجامعة لم يكن لها أي علاقات واتصلت بتلك الفتاة لتسألها أمامي عن تاريخ ميلادها ولكن الفتاة قالت تاريخ يسبق تاريخ ميلاد زوجتي بيومين فقط وبررت زوجتي ذلك بأنها لم تكن تعلم وأنها طوال السنوات الماضية كانا يحتفلان معا بعيد ميلادهما في يوم واحد وأن كل من كان معهما بالجامعة يعرف أنهما في تاريخ ميلاد واحد وفي اليوم التالي اتصلت بإحدى صديقاتهما أمامي وتحدثت معها وسألتها عن تاريخ ميلاد تلك الفتاة وكان من سياق الحديث ما يؤكد كلام زوجتي ولكني لم ألتفت لذلك وقلت قد تكون تلك المكالمة متفق عليها ووصل بنا الأمر إلى حد الطلاق فقد اتصلت بها بالتليفون في العمل وقلت لها أنت طالق أصابتها حالت إغماء فقلقت عليها وظللت بجانبها حتى أفاقت وكانت تصلي وتدعو كثيرا وهي تبكي وطلبت منها أن تقسم لي على المصحف بأنه لا علاقة بهذا الأمر وأنه لا يخصها في شيء فأقسمت لي بذلك وأقسمت لي أنها لم ترتبط بأحد قبل ارتباطها بي وكان لدي شعور بنسبه كبيرة أنها صادقة وكانت تطلب مني كثيرا أن أصدقها وأن أصلي صلاة استخارة لأن الله لن يتركني في حيرتي دون أن يظهر لي الحقيقة وبالفعل رددتها إلي في نفس اليوم الذي طلقتها وطلبت منها أن تقطع علاقتها بتلك الفتاة تماما وبالفعل قطعت علاقتها بها وطلبت منها أن ترتدي الاسدال فقالت لي إنها سترتديه مع العلم بأنها منذ فترة كانت ترغب في ارتدائه من تلقاء نفسها ولكنها حتى الآن لم ترتده ظلت الأمور بيننا هادئه لمدة 3 أسابيع وقبل عيد ميلادها بأسبوع بدأت أشعر بأني لا أستطيع التعامل معها وظل الأمر يسوء حتى كان عيد الفطر ثم عيد ميلادها والأمر يمر بنا من سىء لأسوأ وأحيانا أشعر بأني ما كان يجب أن أصدقها وأشعر بأنها غريبة عني وكلما تحدثت معي لتحاول أن تهدئني تزيد من عصبيتي كثيرا وأشعر أني لا أطيق الحديث معها وتبكي هي كثيرا وتقول بأنني أجرحها . أنا لا أدري ماذا أفعل لأتخلص من هذا الشعور وكيف ستمر الحياه بيننا دون أن يعكر صفوها هذا الأمر مع العلم أنها متعلقة بي جدا ؟
من فضلكم أفيدوني لأن الأمر بالنسبه لي في منتهى الخطورة . وعذرا للإطالة عليكم في الحديث .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أن الأصل في المسلم السلامة من كل ما يسوء، فلا يجوز الإقدام على اتهامه بشيء من ذلك إلا عن بينة، قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ{الحجرات: 12 } وعليه وبناء على ما ذكرت في سؤالك نقول لا يجوز أن تظن بهذه المرأة الظن السيء فضلا عن أن تحقق ذلك الظن بقول أو فعل، فاتق الله تعالى ولا تلتفت إلى ما يوقع الشيطان في قلبك من خواطر يفسد بها ما بينك وبينها من ود، بل أمسكها عليك واتق الله واستأنف معها حياتك كأن شيئا لم يكن ، ونوصيك بأن تحرص على تعليمها أمور دينها، وأن تربيها على آداب الشرع، وقبل ذلك أن تكون أنت قدوة لها في ذلك، وحينئذ ستجد منها إن شاء الله ما يسرك وتقر به عينك، وأكثر من الدعاء بمثل قول الله تعالى : رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {الفرقان: 74 } .

وننبه في ختام هذا الجواب إلى عدة أمور منها :

الأول : أن الرجل إذا عقد له على امرأة عقدا شرعيا فقد أصبحت بذلك زوجة له، ويحل له منها ما يحل للزوج من زوجته ، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم : 2940 ، ونبهنا هناك على أنه ينبغي أن يراعى ما قد يوجد من عرف في تأخير الدخول .

الثاني : أن الاحتفال بعيد الميلاد لا يجوز، وتراجع في هذا الفتوى رقم : 26617 .

الثالث : أن الحجاب واجب شرعي على المرأة المسلمة لا خيار لها في تركه. وراجع الفتوى رقم : 1867 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني