الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدراسة في دار للقرآن استبدل مديرها ظلما

السؤال

كنت أدرس بدار للقرآن، وفي هذه السنة وقع سوء تفاهم بين مالك دار القرآن ومديرها وتم التحايل من طرف أشخاص من أجل عزل المدير لكي يتولوا هم تسييرها. وفعلا نجحوا في ذلك وأساؤوا للمدير فتضامن معه كل أساتذة دار القرآن والمشهود لهم بالصلاح وقرروا هم أيضا الانسحاب احتجاجا على ما حصل, فما كان منا نحن كطلبة إلا سحب تسجيلنا من هذه الدار كي لا ندعم هذه الإدارة الجديدة الظالمة.الآن وقد مر شهر, أجد نفسي أنني في حاجة للدراسة في دار القرآن لما لها من فضل كبير في تفقهي في ديني وحفظي للقرآن و لكني في حيرة من أمري, هل ألتحق من جديد أم لا, الكثير يشهد أن إدارتها الجديدة بنيت على باطل وبذلك بتسجيلي فيها أكون قد وافقت على هذا الباطل وناصرته ولكني من جهة أخرى أنا أريد طلب علم والأساتدة الجدد لم يجرحهم أحد ولم يعرف عليهم سوء على العكس أكد لي الطلبة الجدد أنهم من خيرة الأساتذة(المشكلة في الإدارة فقط) أرجو أن ترشدوني لحل , خصوصا وأن هذه الدار قريبة مني وقليلة هي الدور التي تقدم لطلابها مثل ما تقدمه من علوم ؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكر السائلة الكريمة على مناصرتها للحق وبعدها عن الظلمة وحبها للقرآن الكريم وأهله وحرصها على تعلمه ، فقد حذر القرآن الكريم من الركون إلى الظلمة وصحبتهم والميل إليهم فقال تعالى : وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ {هود: 113} ولذلك فقد أحسنتم عندما ساندتم المظلومين ضد الظلمة.

وبخصوص تسجيلك في هذه الدار فالأفضل لك أن تبحثي عن دار أخرى يقام فيها العدل وينصف فيها المظلوم كما أمر الله تعالى ، وإذا لم تجدي غيرها أو كانت تحصل لك المشقة لبعدها أو ما أشبه ذلك فلا تتركي الفرصة تفوتك بعدم تسجيلك في هذه الدار القريبة منك وخاصة إذا كان أساتذتها أكفاء طيبين ، لأن الشريعة مبناها على جلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها ، ومن أعظم المصالح حفظ كتاب الله تعالى وتعلم دينه، ومن أعظم المفاسد الجهل بكتاب الله تعالى وبدينه ، وعليك أن ترشدي من استطعت إرشاده وتنصحي للجميع فذلك أساس الدين؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : الدين النصيحة . رواه مسلم .

ولمعرفة فضل حفظ القرآن الكريم ومنزلة حفظته نرجو أن تطلعي على الفتوى رقم : 19251 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني