الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صرف المال ببذخ إسراف وتبذير

السؤال

أنا أعاني من قلق شديد وخوف من أي أمر وبالذات في الحياة العملية ومشكلة الأخرى أني غير موفر للمال، مهما يأتني أي مال أصرفه ببذخ وبعدها أحس بندم شديد، أرجو الإفادة في هذا الموضوع وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرت أنك مصاب به من قلق شديد وخوف من أي أمر من أمور الحياة العملية، قد يكون سببه البعد عن الله تعالى، فكن على صلة بالله تعالى حتى يذهب عنك ما تجد، وتعرف على الله في الرخاء يعرفك الله في الشدة، والجأ إلى الله تعالى بصدق وإخلاص في دعائك، وأكثر من قول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وفرغ جزءا من وقتك -ولو قليلا- لتلاوة القرآن والتدبر في معانيه، فإن الله تعالى يقول: وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا {الإسراء:82} .

وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم علاج الهم والغم بقوله: ما أصاب أحدا هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي. إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا، فقيل: يا رسول الله؛ ألا نتعلمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. رواه أحمد.

وأما الذي ذكرته من صرف المال ببذخ فهو من الإسراف والتبذير اللذين ورد التحذير منهما في الشرع الحنيف. قال تعالى: وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ {الأعراف: 31}. وقال تعالى: وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً {الاسراء:26- 27}.

فحاول تجنب صرف المال في غير مصارفه الشرعية، وتب إلى الله مما كنت تفعله، ونسأل الله العلي القدير أن يزيل عنك القلق والخوف، ويأخذ بناصيتك إلى صراطه المستقيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني