الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب السماح ما لم يؤد إلى فساد ذات البين

السؤال

أنا طالبة مستجدة في الجامعة ونتائجنا الفصلية نستطيع معرفتها عن طريق الإنترنت من خلال إدخال الرقم الجامعي والرقم السري، الرقم السري يكون موحد لجميع الطلاب والطالبات المستجدين والأرقام الجامعية لطالبات قاعتي أستطيع الحصول عليها من النت وأنا قمت برؤية نتائج جميع طالبات قاعتي، ولكني أحس بالذنب الآن، فهل هذا يعتبر من التجسس، وماذا أفعل لأن عدد الطالبات كبير جداً لا يمكنني أبداً أن أطلب الحل منهن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يجوز للمسلم التجسس على المسلمين والتطلع إلى عوراتهم وما يخفون من أمورهم الخاصة، فنصوص الوحي من القرآن والسنة مليئة بالنهي عن التجسس والتحسس... قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا {الحجرات:12}، وفي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً.

ولذلك فإذا كان الطلاب لا يحبون الاطلاع على نتائجهم ويعتبرون ذلك من أسرارهم الخاصة فإنه لا يجوز لك البحث عن ذلك والاطلاع عليه، وعليك بالمبادرة بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، والعزم على عدم العودة إلى مثل هذا العمل، كما أن عليك أن تطلبي السماح ممن تستطيعين الوصول إليهم ما لم تخشي أن يؤد ذلك إلى نتائج عكسية، فإذا كنت تخشين أن يحدث ذلك مشاكل فيما بينكن فالأولى أن تكتمي الأمر وتكثري لهم من الدعاء... حتى لا يؤدي هذا المنكر إلى منكر أكبر منه وهو فساد ذات البين، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على الفتوى رقم: 15454.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني