الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترغيب في ستر المسلم الميت

السؤال

أسأل الله الإجابة الشافية، كنت أرملة 38 سنة ولا أنجب وعندي بنت واحدة توفي والدها بعدما سبب لها عقدة نفسية من سوء معاملته لي ولها تقدم لي ما يناسب ظروفي لسوء أخلاق أهل زوجي الأول وعقدة بنتي وتزوجته عرفيا 2 شهود عدل وكان الولي أخي من الرضاعة لأن أهلي رفضوه لأنه ليس غنيا وهو يزورني بدون جرح لها حيث تكون خارج المنزل وابنتي تعلم بهذا الزواج، ولكن الله أعطاني فيه كل ما حرمت من زوجي الأول والآن أنا خائفة من أهلي ومن الله، فهل هذا الزواج حلال لنا 3 سنوات مع بعض لم أر منه إلا كل خير، وحل لعقدي السابق وعلمني الدين الحق فماذا تنصحوني، مع العلم بأن أهلي وأهل الزوج الأول صعاب جداً، هل نداري على أنفسنا ونعيش أم أتركه وهذا في نظره (ذبح) والخيار الثالث وهو إخبار الأهل أو أحد منهم مستحيل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنكاح دون إذن الولي لا يصح شرعاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بولي. رواه أبو داود والترمذي. ومباشرة الولي الأبعد ولو توفرت فيه شروط الولاية للعقد لا يصح إلا عند عضل الأقرب أو في حال غيبته، وقد فصلنا القول في ذلك في الفتوى رقم: 32427.

وبناء عليه، فنكاحك غير صحيح حسبما اتضح من خلال سؤالك؛ لأن المباشر للعقد هو أخوك من الرضاعة فحسب، وأخو الرضاعة ليس من الأولياء إلا إذا كان ابن عم، وعلى فرض أنه ابن عم فلا تصح مباشرته مع وجود الأقرب منه وعدم عضله، فعليك إذاً أن تتوبي إلى الله تعالى، وتعلمي أن نكاحك لذلك الرجل باطل لما بيناه، ولكنه نكاح شبهة يدرأ الحد ويلحق به الولد، وإذا أردتما الاستمرار فيه فعليكما أن تجددا العقد وتصححاه بإذن الولي، فإن لم يرض الولي فلك رفع أمرك إلى القاضي الشرعي، ولمعرفة ترتيب الأولياء وما يتحقق به العضل انظري الفتوى رقم: 5550، والفتوى رقم: 52230.

وأما ما ذكرت عن زوجك الأول فلا ينبغي لأنه قد رحل عن هذه الدنيا وأفضى إلى ما قدم، فكان الأولى أن تستريه ولا تذكريه إلا بخير فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مروا بجنازة فأثنواعليها خيراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت، قال: هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض. متفق عليه.

فمسامحته والستر عليه خير له وخير لك أيضاً؛ لأن الله تعالى سيستر عليك إن سترت عليه، ويجزيك عنه خيراً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. متفق عليه. وعند مسلم: من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني