الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الممتاز وأسأل الله أن يثبتكم ويثبتنا على طاعة الله.
السؤال ...
إني اهتديت لربي من بعد ضلالة ولله الحمد هذا من فضل الله سبحانه وتعالى وابتعدت عن أصحاب السوء الذين كنت أقضي معظم وقتي معهم وانفردت لطاعة الله سبحانه وتعالى ولكن السؤال يا شيخ معظم الأحيان أتذكر ما كنت أفعله في أيام الجهل من المعاصي والذنوب فمعظم الأحيان يضيق على صدري ومعظم الأحيان أبكي على ما فعلته ومعظم الأحيان أتحدث مع نفسي وأقول لنفسي إني لم أفعل هذا من نفسي بل كان تأثير أصدقائي على من ذنوب وكان يتخيل لي أن الله لن يغفر لي الذنوب وأنا وأعوذ بالله من كلمه أنا عاهدت الله أني لن أرجع إلى المعاصي وأصحاب السوء ومعظم الأحيان لما أجلس مع أصحابي في العمل ويتكلمون عن النساء بطريقة غير مشروعه يضيق صدري وأتمنى أني لم أجلس معهم وأنا لم أكن على علم أنهم سوف يتحدثون عن هذا الموضوع.
وكيف أستطيع التخلص من الشك والأوهام التي تزعج عقلي وأتوهم أوهاما في خطيبتي التي والدتي خطبتها لي و أنا أعلم أنها إنسانة محترمة وأهلها محترمون وهي محترمة وشريفة ولكن أحيانا أتوهم أوهاما لا أعلم كيف أتوهمها في إنسانه محترمة وأنزعج كثيرا كثيرا وأحيانا أتكلم مع نفسي وأقول فلانة ليست كذا وكذا وإنما هي محترمة وشريفة وكيف يا شيخ أستطيع أن أقوي إيماني بالله وخشوعي في الصلاة له سبحانه وتعالى؟
فأريد نصيحتك يا شيخ وأن تنورني بفضل الله سبحانه وتعالى وأريد نصائح أنتفع بها في بداية توبتي لله سبحانه وتعالى وتحل مشكلتي تجاه الشك والأوهام.
وجزاكم الله خيرا.
إني أحبكم في الله. وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنهنئك على التوبة والاستقامة، ونسأل الله أن يزيدك هدى وتقى وثباتا على الحق. وبخصوص وسائل الثبات والاستقامة نرجو أن تراجع الفتاوى: 15219، 13135، 1208.

وأما تذكر الذنوب والندم عليها فهو في أصله أمر محمود، ولكن إن خرج إلى حد الوسوسة صار من كيد الشيطان ليوقع به المرء في عواقب لا تحمد من القنوط من رحمة الله أو العودة لهذه الذنوب ونحو ذلك. وانظر في وسائل الإفلات من حبائل الشيطان الفتوى رقم: 12928.

وما ذكرت من الشكوك التي تنتاب قلبك تجاه خطيبتك أيضا من كيد الشيطان فلا تلتفت إليها، إذ الأصل في المسلم السلامة، وعلينا إحسان الظن به ما لم يظهر منه خلاف ذلك، وإن كانت هذه الفتاة على دين وخلق، وكنت قادرا على مؤنة الزواج فينبغي أن تبادر إلى إتمام الزواج، لأن فيه عونا على إعفاف النفس والبعد عن الفتن.

وبالنسبة لهؤلاء الأصدقاء فينبغي أن تكون على حذر منهم قدر الإمكان، وإن أمكنك أن تكون في مكان آخر غير المكان الذي هم فيه في العمل فافعل. وانظر الفتوى 9163.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني