الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يترك الإحسان إذا قوبل بالجحود والنكران

السؤال

توفيت شقيقتي رحمها الله وتركت طفلين لم يتجاوز الأكبر 7 سنوات وتزوج زوجها المشكلة هي أن زوجها دائم افتعال المشاكل مع والدتي التي لا تدخر جهدا لأجل إسعاد أبناء أختي المتوفاة ويثير أعصابنا بكلام تافه وليس لأنها أمي بل تقتطع منا ونحن راضون مبالغ لتشتري ما لذ وطاب من ملبس ومأكل وغيره أكاد أقول إن الحلم تحققه والدتي للأبناء، ولكن هذا يزداد جحودا حتى صرت لا أحب رؤية أولادها لأجله وأحاول جاهداً إثناء والدتي عن أوجه الصرف ليس بخلا ولكن ليشعر، فمقابل ما تفعله جحود ونكران، ماذا أفعل أريد نصح أمي بأن تنسى أولاده ليشعر بقيمتها وهي لا تدري أنه يفتعل هذه المشكلات معنا، ويعلم الله أنها بريئة منها ولكننا تعبنا، فهل محاولتي معها لتجاهلهم حلال أم أنا أدعو لمعصية، لقد تعبنا تعبنا مقابل الخير نكران وجحود؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أولاً أن هذين الطفلين إن لم يكن لهما مال فنفقتهما على أبيهما، فهو الذي يجب عليه أن ينفق عليهما، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 31691.

وأما الإحسان إليهما من قبل الأقارب فهو أمر مطلوب وفيه أجر عظيم، ومن ذلك رعاية أمك لهما، فهي إنما تفعل ذلك رحمة بهما وشفقة عليهما، وإذا كان الأمر كذلك فليس من المعروف نصحها بترك هذا البر والإحسان، بل هي صاحبة الحق في حضانتهما، ولا ينبغي لك كره هذين الطفلين بسب تصرفات أبيهما، ففي ذلك مؤاخذة لهما بجريرة غيرهما.

وأما ما ذكرت من مقابلة هذا الرجل الإحسان بالجحود وافتعاله المشاكل مع أمك، فإن ثبت ذلك عنه فهو بذلك مسيء ومفرط، ومن شأن الكرماء مقابلة الإحسان بالإحسان لا بالإساءة والنكران، ومع هذا نوصيكم بالصبر عليه، وتسليط من يبذل له النصح، ومن يرجى أن يكون قادراً على ردعه عن مثل تلك التصرفات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني