الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

في بعض الأحيان عندما أرى زوجتي تتحدت مع زوج أختها وتضحك معه ونحن على طاولة الشاي أو الغذاء أو في بعض الأحيان عندما تتحدث من البيت بالهاتف وتضحك معه تنتابني بعض الغيرة، فهل هذه الغيرة طبيعية أم هي مذمومة في حكم الإسلام؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالغيرة من الغرائز البشرية التي أودعها الله في الإنسان، تبرز كلما أحس شركة الغير في حقه بلا اختيار منه، والغيرة إذا كانت في محلها فإنها صفة محمودة، ولا خير في من لا يغار، بل إن قلبه منكوس، قال ابن قدامة في المغني: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه، والله أغير مني. وعن علي رضي الله عنه قال: بلغني أن نساءكم ليزاحمن العلوج في الأسواق، أما تغارون؟! إنه لا خير في من لا يغار. وقال محمد بن علي بن الحسين: كان إبراهيم عليه السلام غيوراً، وما من امرئ لا يغار إلا منكوس القلب. انتهى.

ثم إنه لا يجوز إقرار ما اعتادت عليه بعض المجتمعات من اختلاط الرجال بالنساء على طاولات الشاي وموائد الأكل ونحو ذلك، وما يصحب ذلك من الحديث والضحك... ففي الصحيحين: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.

ومن الخطأ الكبير أن تتحدث زوجتك مع زوج أختها وتضحك معه، أو تتحدث معه عبر الهاتف وتضحك معه، فهذه أخطاء كبيرة، ولا يجوز أن تُقر عليها زوجتك.

وعليه.. فما ذكرت أنه ينتابك من الغيرة هو من الغيرة المحمودة، ولكنه لا يكفي في تغيير مثل هذا المنكر، بل الواجب أن تمنع حدوث مثل هذه الحالة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني