الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بث الفساد بين الناس من كبائر الذنوب

السؤال

منذ شهرين تقدم لخطبتي رجل يكبرني بـ 12 سنة ومتزوج، وأنا وافقت عليه، ولكن زوجته لم توافق فبدأت بخلق المشاكل فأخذت رقم هاتفي وأعطته لصديقتها وكلمتني بصفتها هي وقالت لي إنها زوجته ويجب أن أبتعد عنه وإلا سوف تؤذيني، وعندما ذهب هو إلى المنزل وجد زوجته نائمة وكأن شيئا لم يحدث وبينت له أنها ليست هي الفاعلة، فاتصل بالمرأة التي كلمتني وقالت له أشياء فظيعة عني وبأنها تعرفني وأنا في حقيقة الأمر لا أعرفها ولقد هددته، ومر على ذلك يومان ولم يتصل بي رغم أنني لا أستطيع أن أبتعد عنه لأنني فعلا أحببته (ولقد تواعدنا على أن نبني حياتنا مع بعض ولقد حلف عدة مرات بأنه يحبني)، وعندما كلمته قال لي إنه يجب تتوقف علاقتنا وأنني أخاف على بناتي بأن يمسهم أي مكروه، وباختصار هذه المرأة حاولت أن توقع بيننا فعندما اتصلت بي قالت إنها من طرفه وعندما اتصل بها قالت إنها من طرفي، فأرشدوني ماذا أفعل هل أسكت وأضيع فرصة حياتي أم ماذا؟ أريد ردكم في أقرب وقت.. وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالوقيعة بين المسلمين وإفساد ذات بينهم وتفريق جمعهم، وبث الفساد بينهم، من كبائر الذنوب، وفي الحديث: فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول حالقة الشعر، ولكن تحلق الدين. رواه أبو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح.

ومن فعل ذلك كان مستحقاً للعقوبة الأخروية من الله سبحانه، والدنيوية من القاضي إذا رفع إليه، وثبت عليه ما سبق، فإنه يعزره بما يردعه ويردع أمثاله. أما الأخت فلتعلم أن حقها لن يضيع فإن الله يمهل ولا يهمل، ولها رفع الأمر إلى المحكمة أو من ينصفها من هذه المرأة، ولها أن تبين للخاطب أن ما قيل عنها غير صحيح، وتثبت له كذب تلك المرأة وسوء نيتها، وعليها أن تتوقف عن مكالمته ومقابلته فإنه لا يزال أجنبياً عنها، حتى يتم عقد النكاح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني