الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسلم يوجد الثقة بينه وبين زوجته لا الظن والريبة

السؤال

خطيبتي كانت على علاقة بشخص آخر قبلي (صديق) وهو الشيء الذي لم أتمكن من غفرانه لها إلى اليوم حيث إنّها كانت تعده بالزواج وبالتالي أعتقد أنّه باتت بينهم علاقة قويّة (قد تصل إلى حد التشبيه بالخطبة الشرعيّة)! هناك الكثير من الأسئلة التي لا أزال أطرحها عليها في هذا الخصوص، وإما أن ترفض الإجابة وتبدأ بالبكاء بحجة أني أظلمها أو تعطيني جوابا لا يقنع عقل العاقل! هي تابت إلى الله ولا يمكنني أن أعرف أي حقيقة عنها مهما كانت إلا منها وبالتالي لن أصل إلى شيء بسؤالي لها! إنصحوني جزاكم الله خيراً عن كيفية التصرف وهل يحق لها الكذب علي عندما أسألها من أجل أن لا تغضبني ومن أجل أن تستمر علاقتنا، أنا في تمام التيه من كوني قد أظلمها وأيضا متأكد بأنها تخفي معظم الحقيقة حيث إنها أعطتني أجوبة متضاربة مرات كثيرة! أفيدوني جزاكم الله خيرا وكل ما أ حتاجه هو النصح الحكيم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ينبغي لك يا أخي الكريم أن تسعى في هتك ستر زوجتك، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، هذا إن صحت الظنون التي يروجها الشيطان ويذكيها ليغرس في نفسك شجرة الشك التي لا تقلع إلا بتدمير أسرتك، وتفريق شملها، فكيف والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا... رواه البخاري ومسلم، وأنت بفعلك هذا تسعى لأن تتحسس وتتجسس وتعمل الظن.

فأرح بالك تماماً، وأحسن الظن بزوجتك، وانظر إلى حاضرها، ودعك من الماضي، واجتهد في تعميق الإيمان في قلبك وقلب زوجتك، وتنمية الخوف من الله تعالى، واحرص على إيجاد الثقة المتبادلة بينك وبين زوجتك، واحذر من تغذية الشعور بالريبة والشك، وتأمل معي قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم. رواه أبو داود وابن حبان عن معاوية رضي الله عنه.

فلا حاجة لك في أن تصل إلى الحقيقة التي قد عفا عليها الزمن، وربما توصلك الحقيقة التي مضت إلى ظلم من صلح حالها، واستقام شأنها، وعليه فإننا ننصحك بأن تعرض عن كل الأفكار التي تدفعك إلى تتبع المساوئ، وفقك الله وسددك، وأصلحك وأصلح لك زوجتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني