الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متى يصل الإعجاب إلى مرتبة الشرك

السؤال

ما الرأي في هذه المقولة التي سمعتها منذ مدة حول الإعجاب:
أن المعجبة قد تدخل في الشرك دون أن تشعر. لماذا.. لأنها حين تقرأ سورة الفاتحة.. وتقرأ(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) وفي قلبها وتفكر بمعشوقتها فإن الضمير في قول: إِيَّاكَ ...سيعود إلى ما في نفسها... فمن الذي في نفسها حين تقرأ وبمن تفكر.
أتمنى أن أجد إجابة مقنعة حول هذه المقولة لأنني أريد أن أبين خطر هذا الأمر لفتاة وقعت فيه.
جزآكم الله خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم القيامة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما يسمى عن بعضهم بالإعجاب أو الحب هو في الغالب من الذنوب والمعاصي المتعلقة بالشهوة الغريزية الشاذة المنحرفة، وهي من معاصي الجوارح، وليست من الذنوب المتعلقة بالعقائد، ولذلك فالحكم عليها يكون بأحد أحكام التكليف الخمسة فيقال عنها حرام أو جائزة..

أما الحكم بالتوحيد أو الشرك فيكون في باب العقائد.

ولذلك فإن المعجبة يقال عنها إنها فعلت محرما، ولا يقال في الإعجاب شرك؛ إلا إذا وصل بصاحبه إلى درجة تجعله يعتقد في محبوبه ما لا يجوز أن يعتقد في المخلوق، أو يقدم له شيئا من خصائص الألوهية، وهذا مستبعد من المسلم وهو لا يخص الحب أو الإعجاب، فكل من صرف شيئا من خصائص الألوهية لغير الله تعالى مهما كان فهو مشرك.

وقد سبق بيان حكم الحب وأنواعه، وما يسمى في بعض المجتمعات بالإعجاب الذي هو من العشق المحرم في الفتويين:24566 ، 8424، نرجو أن تطلعي عليهما وعلى ما أحيل عليه فيهما.

وأما من يرد ضمير الجلالة: إياك نعبد. على محبوبه أو يخاطبه بذلك فلا شك أنه مشرك شركا أكبر مخرجا من الملة، فالعبادة لا تكون إلا لله تعالى، ولا يجوز صرف شيء منها لغيره سبحانه وتعالى، ولكن مجرد التفكير بالمعشوق أثناء قراءة الآية لا يجعل معناها منصرفا إليها، ولو استرسل الشخص في التفكير فيه، فما بالك إذا كان ذلك مجرد خاطر وارد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني