الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أذنبت يا فضيلة الشيخ ذنبا لا أستطيع أن أسامح نفسي رغم رضا والدتي وهو أني كثيرة العصبية لدرجة أن صوتي يعلو على والدتي لكن بدون تجريح وهذا لا يلغي الذنب وفي فترة كنت ذاهبة للعمرة وكنت أتناول حبوب منع الحيض ومعروف أن هذه الحبوب تزيد من انفعال الشخص فكنت شديدة الحدة لدرجة أن والدتي بكت لكن كانت مقدرة وضعي ،هذا الأمر جعل مني شديدة الندم وأخذت وقطعت وعدا في بيت الله وأمام الكعبة بعدم الغضب على والدتي مهما كان الأمر لكن لم أف بوعدي وأحاول دائماً كتمان غضبي.
أفيدوني جزاكم الله خيرا أنا مذنبة قطعت وعدا مع الله ولم أف به، علماً بأن قطع الوعد مع البشر عظيم, فمع الله ماذا يكون، أرشدوني أرجوكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن رفع الصوت على الوالدين من العقوق لهما وهو محرم شرعا، فقد أمر الله تعالى بالإحسان إليهما وصحبتهما بالمعروف كما قال تعالى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً {لقمان: 15}.

فبادري بالتوبة من هذه المعصية وجاهدي نفسك للتخلص منها، واطلبي من والدتك المسامحة واجتهدي في تجنب أسباب الغضب فإذا حصل فإن علاج الغضب يكون بعدة أسباب من أهمها الاستعاذة بالله تعالى من شر الشيطان الرجيم إضافة إلى الوضوء وتغيير الهيأة من قيام إلى جلوس وهكذا.

والوعد لا يعتبر يمينا، وإخلافه لا تترتب عليه كفارة وإن كان الأفضل هو الوفاء غير أنه هنا يجب الوفاء به لأن عدم الوفاء هو فعل تلك المعصية التي هي رفع الصوت على الأم. ولمزيد من التفصيل راجعى الفتاوى التالية أرقامها : 2200، 17057، 49827.50556

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني