الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الهوى والنفس ومدى أثرهما على الإنسان

السؤال

ما الفرق بين الهوى والنفس، وأيهما أشد تأثيراً ووسوسة على الإنسان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الفرق بين الهوى والنفس هو أن الهوى: هو ما يهواه الشخص ويتمناه ويحبه ويميل إليه من الخير أو الشر، وأما النفس: فتطلق على الروح وعلى كيان الشخص كله، وهي التي يصدر منها الهوى، فإن كانت مطمئنة كان هواها تبعاً لما جاء به الشرع، وإن كانت أمارة بالسوء كان ما تهواه سيئاً مخالفاً للشرع، ولا مقارنة بين تأثيرهما على الإنسان لأن الهوى مصدره النفس -كما أشرنا- ولذلك قال الله تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات:41}، وقال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ {ق:16}، قال أهل التفسير: يعلم ما توسوس به نفوس بني آدم ويجول في خواطرهم من الخير والشر.

وإذا كانت النفس أمارة بالسوء فإنها تكون خطراً على صاحبها كما نقل الغزالي في الإحياء عن الحكماء فقال: أعداء الإنسان ثلاثة: دنياه، وشيطانه، ونفسه، فاحترس من الدنيا بالزهد فيها، ومن الشيطان بمخالفته، ومن النفس بترك الشهوات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني