الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحل يكمن بالإعراض عن أحاديث النفس في شأن هذه المرأة

السؤال

سأبدأ القصة من البداية وأرجو منكم إجابة.. كنت على علاقة بفتاة ولكن كان قدرنا الفراق ورغم مرور سنوات لا زلت أحبها في نفسي أما هي فقد تزوجت وأنجبت ولداً عمره الآن على ما أعتقد 3 أو 4 سنوات وما أعتقده كذلك هو أنها تحب زوجها وتحافظ عليه أكثر من نفسها، العجيب في الحكاية هو أني رأيت رؤيا منذ 3 أو 4 أشهر قبل صلاة الصبح أو بعدها ولكني لم أنتبه إليها إلا الآن، فقد رأيت هذه الفتاة قد أنجبت بنتا أسمتها آية، بعد أسبوع.. أسبوع تقريبا رأيت رؤيا ثانية رأيتها في بيتي تمسك بابنها بيدها اليسرى وحقيبة ملابسها بيدها اليمني وهي تقف بجانب النافذة تنظر لي وأنا في الفراش كأني أفقت من نومي حينها، هنا تنتهي الرؤيا الثانية ولم أعرها اهتماما، كالرؤيا الأولى، عجبي من هنا يبدأ فبعد أسبوع تقريبا اتصلت بأختي وهما على صداقة لتخبرها أنها رأت رؤيا، فقد رأتني أنا وأختي في بيت والديها في عرس وزفاف وباعتبار أن أختي لا تريد أن تحدثني عنها أو تحدثها عني علماً بأني من طلب ذلك عندما انتهت العلاقة، ولكنها أخبرتني بذلك وبالرغم من تعجبي لأنها لا زالت تذكرني إلا أني لم أعر الأمر اهتماما، كالعادة عجبي لم يتوقف في الرؤيا الثانية عندما رأيتها في بيتي كان بيتي علي غير حاله الآن، فقد رأيت مثلا تلفازا غير الذي أملك ولكن قام أخي بأخذ ذلك التلفاز واضطررت لشراء غيره ولم أنتبه إلا منذ أسابيع إلى أن التلفاز الذي اشتريت هو نفسه الذي رأيته في الرؤيا وتغير فراشي كما هو في الرؤيا فقد قام والدي عند زيارته لي بتغيير موقعه كما في الرؤيا ولم أنتبه لذلك إلا عندما انتبهت للتلفاز منذ أسبوع تقريبا أخبرتني أختي بأنها حامل بالرغم من أنها تعلم هذا منذ مدة إلا أنها لم تخبرني بذلك إلا مؤخراً، سيدي الكريم أقول لك صدقا أني أحببتها ولا زلت، فقبل أن أعرفها كانت للصلاة تاركة ومتبرجة ثم معي أصبحت تصلي وتخلت عن تبرجها ووعدتني أنها ستضع الخمار والحجاب بعد زواجنا الذي لم يكتبه لنا الله سبحانه وتعالى، ولكن بعد فراقنا وزواجها تركت الصلاة كما سمعت وعادت لتبرجها وبالرغم من ذلك وبالرغم من مرور كل هذه المدة إلا أني لا زلت أحبها وأتمنى الزواج بها بالرغم من علمي بأنها ربما تكون قد نستني وبأنها تحب زوجها، ولكني أعلم ومتيقن بأن الله على كل شيء قدير وأني أحببتها لوجهه الكريم قبل كل شيء، أحيانا عندما اقرأ سورة يوسف أو أسمعها ينهمر دمعي كيف أخرج يوسف عليه السلام من السجن وزوجه بمن أحب وأحبته.... إلى هذه اللحظة لم أيأس يوما أو ساعة من عودتها وزواجي منها وأنا أحمل كل ذلك في صدري لا يعلمه غير الله ثم أنتم الآن، فأجيبوني يرحمكم الله ولو فيه شر لي فأرجوكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دامت هذه المرأة قد تزوجت فدعها عنك وشأنها، وبالنسبة لما في قلبك من حبها فإنك لا تؤاخذ عليه، لكن لا تظهر التعلق بها ولا تذكر حبها لأحد، لأن ذلك فيه إساءة إلى زوجها وإليها وقد يتسبب في تعكير صفو حياتهما الزوجية، وننصحك بالاشتغال بما يفيدك في دنياك وأخراك، وبالإعراض عن الخيالات وأحاديث النفس في شأن هذه المرأة، وإذا كان في علم الله أنها سوف تكون زوجة لك في يوم من الأيام فسوف يكون ذلك لا محالة، فهون على نفسك ودع عنك التطلع إلى ما لا يمكن الوصول إليه شرعاً، وتراجع الفتوى رقم: 5707، والفتوى رقم: 9360 .. ونعتذر لك عن تعبير الرؤيا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني