الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زيارة المرأة لأهل زوجها غير واجبة عليها

السؤال

أتمنى النصح والإرشاد وأن يكون جوابكم راحة لي وسلاما، أنا سيدة متزوجة منذ حوالي سنة ونصف، علاقتي بأهل زوجي أكثر من سيئة منذ رمضان الفائت عندما دعوتهم جميعا للفطور 14 فردا ولم يأت سوى حموي فقط، وبعدها بدأت الأمور تتضح أمامي من لؤم وسوء وأنانية في قلوبهم، ومع هذا صبرت حتى كدت أصاب بجلطة بسببهم، أخيراً حلفت أيمانا مضاعفة بعدم زيارتهم واستمررت طوال 6 أشهر ولم يكترثوا لي المهم أن ابنهم يزورهم ولا يقطعهم (حدث ذلك بعد مشاحنات عديدة كادت تصل للطلاق بسببهم وسبب أخواته البنات وقد حاولت كثيراً التودد لهم وزيارتهم وإصلاح الأمور لكن لم يفعلوا إلا كل سوء بالمقابل وكنت دوما أصبر وأقول أفعل هذا من أجل ربي ولا يهمني رأيهم لكنهم بالمقابل ينظرون للأمور بسياسة تكبر وتكسير الرؤوس وأنهم لا يتنازلون، وأفعل الخير عدة مرات معهم وزيارتهم وأقول بأنهم سيأتون لزيارتي لكن أصدم بهم لا يزوروني أبداً ولا يزورون ابنهم حتى الإخوة لا يزوروننا، وعندما أحاول فتح قلبي لهم كلهم يقفون كبنيان مرصوص في وجهي وضدي (وقاموا بسبي كثيراً ووصفي بعدم التربية حتى وجهت والدته هذه الكلمة أيضا لوالدتي منذ فترة شهرين ذهب زوجي لخدمة العلم ولم يكن بجيبه قطعة نقود واحدة وقد تعهد الأب والأبناء بدفع أجرة البيت له، لكن لم يحركوا ساكنا ولم يسألوا أبداً عني ولم يعطوه قرشا واحداً للآن، وأنا أقوم بدفع الإيجار وتغطية مصروفنا معا من راتبي وينقصني الكثير فآخذه من أهلي، ولست أدري ما العمل مع هؤلاء الأهل، علما بأنني مقيمة مع أهلي وأعود للبيت في الخميس والجمعة فقط عندما يأتي زوجي بعطلته، فما العمل مع هؤلاء، فهم لم يساعدوه بقرش واحد منذ الخطبة وحتى الآن وعندما يتحدثون يرفعون أنوفهم وكأنهم فعلوا كل شيء له، علما بأنني ساعدته كثيراً بالأمور المادية بل كنت الأساس حتى الآن وهم لا يعرفون، وكل هذا من راتبي وأمي وأهلي الكريمين والطيبين، رجاني زوجي بزيارة أهله وقد أطعته لأنني لا أحب أن تبقى الأمور على هذا الوضع المتوتر دوما ونقضت اليمين، لكن الوضع بزيارتي لم يحنن قلوبهم أبداً، ولم يغير شيئا لديهم، ما فتوى اليمين وما العمل، فهل أنا مجبرة على زيارتهم رغم كل الأسى الذي أعيشه بسببهم أم يكفي أن يقوم هو بصلة الرحم، وهل هو مجبر على زيارتهم كل أسبوع، علما بأن الوقت لا يكفي حتى نجلس أنا وهو مع بعضنا، وهل يجوز أن أطلب إليه أن يطمئن عليهم بالهاتف و يقلل زيارته بسبب ضيق وقته وظرفه المادي، وهل من حق الوالدين على الأبناء التصرف بهذا الشكل والتبرؤ من أي إلتزام مادي أو معنوي تجاه الابن وزوجته وحفيدهم الآتي، علما بأنهم ساعدوا كل إخوته قبله، وأن مصروفنا كبير لا أستطيع تحمله وحدي وليس ذنب عائلتي أن تتحمله وإن كانت غنية ماديا، الآن أفكر جديا بالطلاق للمرة ألف بسببهم فقد نغصوا حياتي فوالله لم أفرح يوما أنني حامل ولم أرتح بسببهم ودوما متوترة وأخاف من المستقبل أنا لست منافقة أصبحت أراهم كاليهود وأكرههم, أدعو عليهم ظلموني بشدة وكل محاولاتي لإرضائهم رغم أغلاطهم كأني لمرضاة الله فقط ولطاعة زوجي ولم أجد إلا قلوبا تزداد سوادا ولؤما بعد كل محاولة تودد لهم، أصبحت أتمنى موتي أو موتهم أو السفر لآخر العالم بعيدا عن أهله، فما العمل أرجوكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تضمن سؤالك عدة أمور، وهي:

أولاً: سوء معاملة أهل زوجك لك وإساءتهم إليك، وكل ذلك محرم شرعاً، ولك الأجر ما صبرت عليه وما جازيت إساءتهم إحساناً وظلمهم عفواً.

ثانياً: زيارة أهل زوجك وهي غير واجبة عليك، وإنما يجب على ابنهم أن يصلهم ولا يقطعهم دون تحديد مدة لذلك.

ثالثاً: سؤال زوجك الطلاق فلا يجوز لك ذلك لمجرد سوء معاملة أهله لك.

رابعاً: اليمين التي حنثت فيها وتلزمك فيها كفارة يمين إن كانت يمينا واحدة أو كررتها على أمر واحد تأكيداً ليمينك الأول هذا من حيث الإجمال، وأما التفصيل فيمكنك الاطلاع عليه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 12167، 97514، 1114، 1060، 21762، 204.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني