الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم خلف العهد إذا كان برضى الطرف الآخر

السؤال

في السنة الماضية سجلت في كلية الصيدلة ثم انتقلت إلى كلية الطب ولقد وقعت على تعهد بعدم المطالبة بالدراسة فيها مرة أخرى، ولكنني رسبت في كلية الطب فقررت الرجوع إلى الصيدلة.. لأن مجال الصيدلة بعيد عن الفتن التي تحصل في الطب، كما أن مهنة طب الأسنان تدخل فيها العمليات التجميلية وتقويم الأسنان.. كما أنني عندما وقعت على التعاهد قلت لهم التعاهد مدة سنة واحدة أو أنه دائما فقالوا لكن أنت اكتب فقط أي أنهم لم يشرحوا لي القوانين واللوائح... فما هو الحل.. أرشدوني؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

إذا كان وجه السؤال هو أنك تخشى أن تكون عودتك إلى كلية الصيدلة فيها خلف لما وقعت عليه من معاهدة، وأنك تسأل عن حكم مخالفة تلك المعاهدة، فالجواب سيكون على النحو التالي:

قال الله تعالى: وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ {النحل:91}، أي: عاهدتم طرفاً آخر من الناس، وهذا يشمل الذي بين الله وبين خلقه، والعهد الذي بين المسلمين وبين الكفار، ويشمل العهد الذي بين ولي أمر المسلمين وبين الرعية، ويشمل العهد الذي بين أفراد الناس بعضهم مع بعض، فهذه العهود العامة والخاصة يجب الوفاء بها للأمر بذلك، ولأن نقض العهود من علامات المنافقين، قال صلى الله عليه وسلم: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان. رواه البخاري ومسلم.

فنقض العهود من صفات المنافقين، والوفاء بالعهود من صفات المؤمنين، فلا يحل لأي مسلم أن لا يوفي بعهده وهو قادر على الوفاء بحال من الأحوال، ولكن خلف العهد إنما يكون في حال ما إذا فعل أحد المتعاهدين ما يخالف المعاهدة دون رضى الطرف الآخر، وأما لو كان بتراض منهما فإن ذلك لا يعتبر خلفاً، بل هو عهد جديد ناقض للعهد السابق.

وعليه فإذا كانت عودتك إلى الصيدلة هي بدون وفاق من الجهة التي كنت تعاقدت معها فإن ذلك يعتبر خلفاً للعهد ولا يجوز، وأما إن كان برضاها وموافقتها فإنه لا يكون فيه حرج، وأما الذي ذكرته من أن مهنة طب الأسنان تدخل فيها العلميات التجميلية ونحوها، وأن مجال الصيدلة بعيد عن الفتن فإننا لا نرى ذلك مطلقاً، بل كل من المهنتين يمكن للمرء فيها أن يتقي الله وينأى عن الفتنة إذا وفقه الله لذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني