الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لاحرج في استئجار اليتيم لبعض الأعمال المنزلية

السؤال

هل يجوز استخدام غلام يتيم في أعمال منزلية مقابل أجر متفق عليه، علما بأني لا أقبل على الإطلاق أن أستخدم أولادي في مثل هذا العمل، لاسمح الله.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الإحسان إلى اليتيم أمر رغب فيه الشرع وحث عليه، ولا بأس في استخدام اليتيم في أعمال منزلية أو غيرها إذا لم يكن في ذلك إضرار به، ووفي حقه كاملا.

لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن اليتيم يطلق على الولد الذي فقد أباه قبل البلوغ، فهو إنسان ضعيف، بحاجة إلى العطف والشفقة والإحسان، وهذا هو الذي حض عليه الشرع الكريم وأمر به، حيث قال صلى الله عليه وسلم: كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة، وأشار مالك بالسبابة والوسطى. رواه مسلم.

وفي صحيح الترغيب والترهيب أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو قسوة قلبه، قال: أتحب أن يلين قبلك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك.

وإيذاء اليتيم معصية شنيعة تدل على قسوة قلب صاحبها وخلو قلبه من الشفقة والرحمة، فإن كان الإيذاء بأخذ بعض ماله، فالوعيد في ذلك شديد من الله تعالى حيث قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً {النساء:10} .

كما أن إيذاء اليتيم من صفات الكافرين أصحاب القلوب القاسية، حيث قال تعالى: أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ {الماعون :1-2}.

ولم يرد في الشرع منع استئجار اليتيم إذا وُفي له حقه ولم يكلف من العمل فوق طاقته.

وعليه فلا مانع من التعاقد مع اليتيم على أعمال منزلية أو غيرها، بشرط أن لا يكون فيها إضرار به أو مشقة تلحقه، وأن يوفى حقه كاملا.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني