الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحوال التحلل من الظلامات والتبعات وأفضلها

السؤال

هل مسامحتي لمن ظلمني أؤجر عليها أكثر من أن أخذ من حسنات من ظلمني يوم القيامة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد نقل الهيتمي في كتابه (الزواجر عن اقتراف الكبائر) عن بعض العلماء أنه حكى في مسألة التحلل من الظلامات والتبعات ثلاثة أقوال:

القول الأول: أن ترك التحلل منها أفضل ونسبه إلى الشافعي، وتعليل هذا القول أن صاحبها يستوفيها حسنات يوم القيامة؛ كما ورد بذلك الحديث.

القول الثاني: أن العفو أفضل، وتعليله أنه إحسان عظيم ينبغي عليه المكافأة من الله، وهو سبحانه أكرم من أن يكافئ بأقل مما وهب له منه مع قوله: إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ {التغابن:7}.

القول الثالث: التفريق بين الظلامات والتبعات، فيتحلل من الثانية دون الأولى، وقد نسب هذا القول إلى الإمام مالك، ووجه التفرقة أن الظلامات عقوبة لفاعلها أخذاً بقوله تعالى: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ {الشورى:42}، ورجح الهيتمي القول الثاني حيث قال: والذي دل عليه حديث أبي ضمضم السابق أن العفو أفضل مطلقاً، ... وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإغراء على مثل فعل أبي ضمضم بقوله: أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم كان إذا خرج من بيته يقول: إني تصدقت بعرضي على الناس. انتهى. وحديث أبي ضمضم رواه أبو داود عن أنس رضي الله عنه.

وعلى هذا فنرجو أن يكون ثواب من عفا أعظم من الحسنات التي سيحصل عليها لو اقتص له من ظالمه يوم القيامة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني