الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العفو أولى من الرد بالمثل

السؤال

سيدي الشيخ أنا أمام مشكلة عويصة ومؤلمه لي كثيراً حيث إن أطرافها ممن أحب والمنتصر فيها عدو الله إبليس (لعنة الله عليه) أخي الله يحفظه طيب وكريم غير أنه عندما يغضب ينقلب دائماً للأسوأ ويتغير ويبدأ بالسب ويتطاول حتى بيده ولو بخفة ويقول لي كلمات جارحه جداً ليس معي فقط بل مع الجميع حتى أمي لا تسلم منه إذا ما غضب والمشكلة أنه ليس نادراً ما يغضب بل على العكس ما أسرع أن يغضب وكل شيء يغضبه حتى إن كان لا يستحق... المهم أني قبل يوم من الآن حمدت الله كثيراً وسألته أن يديمها نعمة بأن يدخل رمضان وأنا وأخي أو أي أحد في مشاكل أو متقاطعين لكن إبليس لم يحب ذلك وأخي ساعده كثيراً ليقوم البارحه ليلاً بسبي بكلام جارح لسبب سخيف مما جعلني أرد الكلمات له وأجرحه.. مع العلم بأني أكبره بخمس أو ست سنوات، لكنه لا يحترم هذا الشيء المهم تصالحنا فشعرت بالظلم أني كيف أفعل ولماذا أخسر رمضان بسبب سوء تصرف أخي وبسبب شطارة إبليس فأنا على قدم وساق للاستعداد لرمضان نفسياً وروحانياً وأتمنى من الله أن يبلغني شهر الرحمة وأن يتقبل مني الصيام والقيام ويعتقني من النار، فماذا أفعل فأنا مجروحة من أخي كثيراً وأشعر بأني لن يصفى قلبي منه وأخشى أن أخسر رمضان بسبب ذلك فأرجوكم أفتوني سريعاً قبل أن يدخل رمضان لأجد حلا ولا أكون ممن خسروا رمضان قبل أن يدخلوه؟ جزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

عليك بالصبر والدعاء لأخيك بالهداية وننصحك بألا تقابلي إساءة أخيك بالإساءة خصوصاً في رمضان.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فننصحك أيتها السائلة بالصبر والدعاء لأخيك بالهداية، واعلمي أنك لا تأثمين إذا قابلت إساءته بمثلها، لأن الله تعالى قال: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا {الشورى:40}، لكنه سبحانه قال في تتمة الآية: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى:40}، إذاً فالعفو أولى، ولهذا فإنا ننصحك بألا تقابلي إساءته بالإساءة، ولكن عليك بالصبر والعفو، واحذري من هجره ويتأكد ذلك في رمضان، ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم. وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 53074، 69295، 77160.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني