الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوعد مع نية عدم الوفاء والحلف المقرون بالاستثناء

السؤال

هل إذا قال شخص لآخر سآتي إن شاء الله وهو في نفسه لم ينو الذهاب، فهل يعد هذا كذبا، وهل يكفر عن يمينه من حلف واستثنى ثم لم يبر بيمينه كأن يقول والله لآتين إن شاء الله إلى المكان الفلاني ثم لا يذهب إليه؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

فالكذب هو الإخبار بخلاف الواقع، أما نية عدم الوفاء بالوعد عند الوعد فذاك من النفاق العملي كما ورد في الحديث، أما من أخبر بما لا يتنافى مع الواقع فلا يعتبر كاذباً، ومن جهة أخرى فإن من حلف ثم استثنى فقد انحلت يمينه وبالتالي فلا يطالب ببرها.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان المراد بقوله لم ينو الذهاب أي أنه لا يريده أصلاً فإن هذا قد نوى عدم الوفاء بالوعد عند الوعد، ونية عدم الوفاء بالوعد تعتبر من النفاق كما أسلفنا في الفتوى رقم: 44575.

وإن كان المراد أنه لم يجزم في الوقت الحالي بالوقت الذي سيأتيه فيه ولم يعزم على عدم الوفاء بالوعد فإن هذا ليس نفاقاً.

هذا عن الشق الأول من السؤال أما عن الشق الثاني منه فإن من حلف على فعل أمر ثم استثنى مباشرة بعد اليمين بإن شاء الله فإنه لا يطالب ببر يمينه ولا يحنث بعدم فعل ذلك الأمر كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 29383، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 64013.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني