الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من وسائل تقويم عوج من يتصيد أخطاء الناس

السؤال

كيف يمكن تقويم شخص يتذكر فقط ما قد تتصور أنه خطأ من الأخرين وينسى الكثير من الأفضال لهم عليه، ويتصيد لهم الأخطاء ويتذكرها، مع أنه قد يقوم هو بالفعل مثله ولا يراها لكن يتلذذ بإشعار الأخرين بالذنب تجاهه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته من حال هذا الشخص وأنه يتذكر أخطاء الآخرين نحوه، ويتصيد لهم الأخطاء، مع أنه قد يكون قد صدر منه أخطاء مثلها، وينسى أياديهم عليه، ويتلذذ بإشعار الآخرين بالذنب تجاهه... تعتبر كلها صفات منافية للإنصاف والعدل والأخلاق الحميدة.

ولو انعكس الحال بالنسبة له، بأن نسي إحسانه على الناس وتذكر إحسانهم عليهم، ونسي أخطاءهم وتذكر خطأه وقابلهم بنقيض ما يقابلونه من ظلم وحرمان وقطيعة، لوافق ما دعا إليه الشرع الحنيف، فقد قال الله تعالى في صفات أولي الألباب: وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ {الرعد:22}، وقال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ {المؤمنون:96}.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة: تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك. رواه البيهقي وغيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني