الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرسل صورا سيئة لصديقة وتاب.. الحكم والواجب

السؤال

قبل سنتين أرسلت صورا سيئة لصديقي، وبعد سنتين تبت إلى الله، ولم أرجع لهذا الطريق، ساعتها لم أضع في بالي أنه يمكن أن يريها لأحد وقلت إنه سيراها مرة أو مرتين ولن يهتم بها، وقد نسيت الأمر. وبعد توبتي فكرت فيها، وخفت أن أكسب ذنبا وأنا لا أعلم.
سؤالي: هل بعد توبتي أكسب ذنبا إذا رآها مرة أخرى، أو أرسلها إلى أحد؟ وماذا يتوجب علي فعله الآن هل أقول له إني أبرئ نفسي من أي ذنب وهو من سيحتمل الذنب؟ هل أتحمل شيئا بعد تبرئة ذمتي؟
أتمنى أن تطمئنوني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي البداية نهنئك على توبتك, ونسأل الله تعالى أن يتقبلها منك, وأن يثبتك على الحق, فإن الله تعالى يقبل توبة عبده المذنب, بل ويفرح بها, كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}، وللتوبة الصادقة شروط, قد أوضحناها في الفتوى رقم: 5450

وبخصوص الصور المحرمة التي أرسلتها إلى صديقك, فابذل جهدك في إزالتها, وأخبرصديقك بضرورة حذفها, وعدم تداولها فورا, فإن امتثل صديقك هذا الأمر, فالأمر واضح, وإلا فإنك لا تأثم إذا بقيت هذه الصور, وصارت متداولة بين الناس إذا بذلت ما تستطيع في إزالة هذه المعصية, ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها, وقد نص أهل العلم على أن من تاب من ذنب، فإنه تقبل توبته، ولا يضره بقاء أثر ذنبه، وَمثَّلوا لذلك بمن نشر بدعة، ثم تاب منها, وراجع الفتوى رقم: 172419, وهي بعنوان: "من ساعد على نشر معصية وتاب منها، وبقي من يتعاطاها"

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني