الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتم بناء الشبهات ؟ استغلال الجهل

  • الكاتب:
  • التصنيف:المقالات

كيف يتم بناء الشبهات ؟ استغلال الجهل

كيف يتم بناء الشبهات ؟ استغلال الجهل

من أشهر الطرق التي يتم عليها بناء الشبهات عن الله أو الإسلام أو النبي -صلى الله عليه وسلم-:

استغلال الجهل
وهذا أكبر مصدر للشبهات – والذي بسببه ترون أن أعداد الشبهات يمكن أن تصل إلى الآلاف – فليس ذلك بسبب أن الدين مليء بالثغرات أو نقاط الضعف ولكن: هذا دليل على تفشي الجهل.

وكلما زاد الجهل : كلما زاد عدد الشبهات التي تكون في نقاط لا يمكن تخيلها، فمثلاً : شخص يقول أنه كان مسلما حافظا للقرآن ثم ألحد لأنه اكتشف به أخطاء علمية قاتلة !! وأن هذا يثبت أنه ليس من عند الله !

وإذا سئل: ما هو هذا الخطأ العلمي القاتل دعنا نستفيد من علمك ؟ يقول لك : "القرآن يزعم أن الإنسان يخلق في الكبد وليس في الرحم !! اقرأوا يا مسلمين ما تخفونه عن العالم أو ما تقرأونه ولا تقفون عنده ولا تفهمونه !! اقرأوا في قرآنكم : {لقد خلقنا الإنسان في كبد} (البلد:4)!!.

وعلى قدر ما قد يظن البعض أن هذا المثال مفتعل،على قدر ما هو حقيقي والله.

وهناك أعجب منه كثير حتى أنك تشك إن كان هذا المعترض ممثل -نصراني متخفي مثلا- ؟ أم طفل أو مراهق يكرر هذه القصة المحفوظة عن أنه كان مسلما حافظا للقرآن ؟ أم أنه بالفعل بهذا الجهل البالغ في عصر التجهيل المتعمد لشباب الإسلام في التعليم والإعلام ؟ حيث يستحيل أن يترك الإنسان دينه بسبب شبهة مثل هذه على فرض صحتها، إذ أعقل شيء ساعتها هو أن يسأل أو يذهب ليبحث في التفاسير – وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :(شفاء العي -أي الجهل- السؤال) رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني.

فكلما تشعب الجهل : كلما تشعبت الشبهات لتشمل كل شيء، وهذا السبب أو المصدر للشبهات -وهو الجهل- يكاد يكون قاسماً مشتركاً في كل مصدر آخر وفي كل شبهة أخرى، إذ نجد أنه بالعلم يرتفع الجهل ويتم الرد على الشبهات.

وإليكم بعض صور الجهل التي على أساسها يتم نسج الشبهات وإن كنا سنتعرض لعدد منها بصورة منفصلة أيضا مثل :
الجهل بمعاني الكثير من آيات وكلمات القرآن
الجهل بصحة أو ضعف الأحاديث والمرويات
الجهل بأحكام المواريث مثلا -وخصوصا في شبهات نصيب المرأة-
الجهل بأحكام الجهاد والقتال -وخصوصا عند زعم التعميم-
الجهل باحكام أهل الذمة من غير المسلمين وحقوقهم -التعايش والعدل-
الجهل بقواعد اللغة العربية والبلاغة ومعاني الكثير من الكلمات
الجهل بصفات الله وأسمائه من القرآن
الجهل بتاريخ العرب وأشعارهم قبل وبعد الإسلام
الجهل بتاريخ الأديان القديمة وما هي أقدم كتبهم الأصلية بالفعل
الجهل بالعلوم الطبيعية مثل الطب والفيزياء والأحياء
الجهل بالدراسات النفسية مثل دراسة نفسية الملحد والمتشكك والمعترض
الجهل بألاعيب المغالطات المنطقية للتهرب من الأدلة والإلزامات
الجهل بضوابط الإعجاز العلمي فتحدث فتنة بخطأ المخطئين
الجهل بالحكمة من الدعاء وشروطه
الجهل بالحكمة من الابتلاءات والمحن للأفراد والأمة
الجهل بسنن الله في خلقه وأنه لا يحابي في سننه مؤمنا على كافر
الجهل بالوجه الخفي للمجتمعات الغربية واللادينية والعلمانية
الجهل بحقوق الأطفال في الإسلام وحقوقهم على آبائهم وأمهاتهم
الجهل بعظمة الحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي وإيجابياتهم
الجهل بتاريخ الصراعات الحديثة ضد الإسلام في آخر قرنين
الجهل بحركات النسوية في الخارج وأذنابهم في الداخل وأهدافهم
الجهل بحقوق المرأة في الإسلام وعلو منزلتها مقارنة بنساء الماضي واليوم
الجهل بالعدو عموما وخاصة عندما يشتري أعوانا من جلدتنا وبألسنتنا
الجهل بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه التي أبهرت المنصفين
الجهل بجماليات الإسلام التي بات يعرفها المسلمين الجدد أكثر من أبنائه
الجهل بردود ومجهودات العلماء القدامى والمعاصرين على الشبهات
الجهل بالتاريخ الصحيح للفتوحات الإسلامية بعيدا عن التشويه والكذب
الجهل بفظائع وجرائم الحروب غير الإسلامية التي سجلها التاريخ إلى اليوم
الجهل بالمراحل العمرية وما يستهويها من شبهات كحب التميز والظهور

وغير ذلك الكثير والكثير …. لنسأل بعد كل هذا :
ألا ترون أنه من المنطقي إذن أن نجد آلاف الشبهات والتي تؤثر على جيل كامل من المراهقين والشباب الذين بالكاد يعرفون شيئا عن دينهم ؟! وخاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت التعرض لهذه الشبهات ليلا ونهارا وفجأة دون تحضير أو مدارسة أو استعداد أو تسلح علمي وشرعي ؟


مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة

لا يوجد مواد ذات صلة