الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 577 ) فصل : ومن أوجب الأذان من أصحابنا فإنما أوجبه على أهل المصر . كذلك قال القاضي : لا يجب على أهل غير المصر من المسافرين . وقال مالك : إنما يجب النداء في مساجد الجماعة التي يجمع فيها للصلاة ; وذلك لأن الأذان إنما شرع في الأصل للإعلام بالوقت ، ليجتمع الناس إلى الصلاة ، ويدركوا الجماعة ، ويكفي في المصر أذان واحد ، إذا كان بحيث يسمعهم . وقال ابن عقيل : يكفي أذان واحد في المحلة ، ويجتزئ بقيتهم بالإقامة . وقال أحمد ، في الذي يصلي في بيته : يجزئه أذان المصر . وهو قول الأسود ، وأبي مجلز ، ومجاهد ، والشعبي ، والنخعي ، وعكرمة ، وأصحاب الرأي . وقال ميمون بن مهران ، والأوزاعي ، ومالك : تكفيه الإقامة .

                                                                                                                                            وقال الحسن ، وابن سيرين : إن شاء أقام . ووجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذي علمه الصلاة { : إذا أردت الصلاة فأحسن الوضوء ، ثم استقبل القبلة فكبر } ولم يأمره بالأذان ، وفي لفظ رواه النسائي : " فأقم ، ثم كبر " وحديث ابن مسعود . والأفضل لكل مصل أن يؤذن ويقيم إلا أنه إن كان يصلي قضاء أو في غير وقت الأذان ، لم يجهر به . وإن كان في الوقت ، في بادية أو نحوها ، استحب له الجهر بالأذان ; لقول أبي سعيد : { إذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة ، فارفع صوتك بالنداء ، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة . قال أبو سعيد : سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم . } وعن أنس ، { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغير إذا طلع الفجر ، وكان إذا سمع أذانا أمسك ، وإلا أغار ، فسمع رجلا يقول : الله أكبر الله أكبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفطرة . فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت من النار ، فنظروا فإذا صاحب معز } أخرجه مسلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية