الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                680 وحدثني محمد بن حاتم ويعقوب بن إبراهيم الدورقي كلاهما عن يحيى قال ابن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا يزيد بن كيسان حدثنا أبو حازم عن أبي هريرة قال عرسنا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ كل رجل برأس راحلته فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان قال ففعلنا ثم دعا بالماء فتوضأ ثم سجد سجدتين وقال يعقوب ثم صلى سجدتين ثم أقيمت الصلاة فصلى الغداة

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان ) فيه دليل على استحباب اجتناب مواضع الشيطان وهو أظهر المعنيين في النهي عن الصلاة في الحمام .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( فتوضأ ثم سجد سجدتين ثم أقيمت الصلاة فصلى الغداة ) فيه : استحباب قضاء النافلة الراتبة ، وجواز تسمية صلاة الصبح : الغداة ، وأنه لا يكره ذلك . فإن قيل : كيف نام النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس مع قوله - صلى الله عليه وسلم - : إن عيني تنامان ولا ينام قلبي ؟ فجوابه من وجهين : أصحهما وأشهرهما : أنه لا منافاة بينهما ، لأن القلب إنما يدرك الحسيات المتعلقة به كالحدث والألم ونحوهما ، ولا يدرك طلوع الفجر وغيره مما يتعلق بالعين ، وإنما يدرك ذلك بالعين ، والعين نائمة [ ص: 310 ] وإن كان القلب يقظان . والثاني : أنه كان له حالان أحدهما ينام فيه القلب وصادف هذا الموضع . والثاني ، لا ينام وهذا هو الغالب من أحواله . وهذا التأويل ضعيف ، والصحيح المعتمد هو الأول .




                                                                                                                الخدمات العلمية