الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 281 ] مبارك بن فضالة ( د ، ت ، ق ، خت )

                                                                                      ابن أبي أمية ، الحافظ المحدث ، الصادق ، الإمام أبو فضالة القرشي العدوي ، مولى عمر بن الخطاب ، من كبار علماء البصرة ، وله من الإخوة : عبد الرحمن ، وعبيد الرحمن ، ومفضل .

                                                                                      ولد في أيام الصحابة . قال عثمان بن الهيثم : حدثنا مبارك بن فضالة ، قال : رأيت أنسا تقدم ، فصلى بجماعة في مسجد .

                                                                                      وصحب الحسن ، وحدث عنه فأكثر ، وعن بكر بن عبد الله المزني ، وثابت ، وابن المنكدر ، وحبيب بن أبي ثابت ، وعلي بن زيد ، وعبد ربه بن سعيد ، وطائفة ، وينزل إلى عبيد الله بن عمر العمري . حدث عنه : يحيى بن أبي زائدة ، ووكيع ، ويزيد بن هارون ، وأبو النضر وأبو داود ، وأبو الوليد ، وعفان ، وعمرو بن منصور ، وشبابة ، وحبان بن هلال ، ومصعب بن المقدام ، وعثمان بن الهيثم ، وسعيد بن سليمان ، ومسلم بن إبراهيم ، وأبو نعيم ، وأبو سلمة ، وكامل بن طلحة ، وعلي بن الجعد ، وسليمان بن حرب ، وعبد الله بن خيران ، وهدبة بن خالد ، وخلق سواهم .

                                                                                      قال بهز بن أسد : أنبأنا مبارك أنه جالس الحسن ثلاث عشرة سنة ، أو أربع عشرة . [ ص: 282 ]

                                                                                      وقال حجاج الأعور : سألت شعبة عن مبارك بن فضالة ، والربيع بن صبيح فقال : مبارك أحب إلي .

                                                                                      وروى عفان ، عن حماد بن سلمة ، قال : كان مبارك بن فضالة يجالسنا عند زياد الأعلم ، فما كان من مسند فإلى مبارك ، وما كان من فتيا فإلى زياد .

                                                                                      وقال وهيب : رأيت مباركا يجالس يونس بن عبيد ، فيحدث في حلقته ويونس يسمع . وقال عفان : كان مبارك ثقة ، وكان من النساك ، وكان . . . وكان . . .

                                                                                      وقال أبو حفص الفلاس : كان يحيى ، وعبد الرحمن لا يحدثان عنه .

                                                                                      وقال أبو حاتم : كان عفان يطري مبارك بن فضالة .

                                                                                      قال الفلاس أيضا : سمعت يحيى بن سعيد يحسن الثناء على مبارك بن فضالة .

                                                                                      وقال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : كان مبارك بن فضالة يرفع حديثا كثيرا ، ويقول في غير حديث عن الحسن البصري : حدثنا عمران ، وحدثنا ابن مغفل ، وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك .

                                                                                      وقال عبد الله بن أحمد : سئل أبي عن مبارك ، والربيع بن صبيح ، فقال : ما أقربهما ! وعن مبارك وأشعث ، فقال : ما أقربهما ، كان المبارك يدلس . وروى المروذي ، عن أحمد ، قال : ما روى مبارك عن الحسن يحتج به .

                                                                                      وقال عبد الله بن أحمد : سألت ابن معين عن مبارك بن فضالة ، فقال : ضعيف الحديث ، هو مثل الربيع بن صبيح في الضعف . . [ ص: 283 ]

                                                                                      وقال عثمان بن سعيد : سألت يحيى بن معين عن الربيع ، فقال : ليس به بأس . فقلت : هو أحب إليك أو المبارك بن فضالة ؟ فقال : ما أقربهما ! .

                                                                                      وقال أحمد بن أبي خيثمة : سئل يحيى عن المبارك ، فقال : ضعيف . وسمعته مرة أخرى يقول : ثقة .

                                                                                      وروى معاوية بن صالح ، عن يحيى : ليس به بأس . وروى مفضل الغلابي ، عن يحيى قال : صالح .

                                                                                      وروى حنبل ، وآخر ، عن ابن المديني ، عن يحيى بن سعيد ، قال : كنا كتبنا عن مبارك بن فضالة في ذلك الزمان حديث الحسن ، عن علي : إذا سماها فهي طالق .

                                                                                      قال يحيى : ولم أقبل منه شيئا ، إلا شيئا يقول فيه : حدثنا . وقال ابن المديني : هو وسط . وقال العجلي : لا بأس به . وقال أبو زرعة الرازي : يدلس كثيرا ، فإذا قال : حدثنا ، فهو ثقة .

                                                                                      وقال أبو حاتم : هو أحب إلي من الربيع بن صبيح .

                                                                                      وقال ابن أبي حاتم : اختلفت الرواية عن يحيى بن معين فيه .

                                                                                      قال محمد بن عمر بن علي بن مقدم ، عن محمد بن عرعرة ، قال : جاء شعبة إلى مبارك بن فضالة ، فسأله عن حديث نصر بن راشد ، عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يجصص القبر أو يبنى عليه [ ص: 284 ] عمرو بن العباس الباهلي : عن ابن مهدي : حللنا حبوة الثوري لما أردنا غسله ، فإذا في حبوته رقاع : يسأل مبارك بن فضالة حديث كذا .

                                                                                      وقال أبو داود : كان مبارك شديد التدليس ، وإذا قال : حدثنا ، فهو ثبت .

                                                                                      وقال النسائي أيضا : ضعيف .

                                                                                      قلت : هو حسن الحديث ، ولم يذكره ابن حبان في " الضعفاء " ، وكان من أوعية العلم .

                                                                                      قال محمد بن سعد : توفي سنة خمس وستين ومائة وكان فيه ضعف ، وكان عفان يرفعه ويوثقه وقال حجاج بن محمد ، وخليفة بن خياط : مات سنة أربع وستين ومائة .

                                                                                      استشهد به البخاري في " الصحيح " ، ويقع لي من عواليه ، كما مر في أخبار الحسن ، ويقع في " الجعديات " فمن ذلك :

                                                                                      أنبأنا مبارك ، عن الحسن ، أخبرني عمران بن حصين أن رجلا أعتق ستة . . . الحديث . [ ص: 285 ] وأنبأنا مبارك ، عن الحسن ، عن عبد الله بن مغفل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا تصلوا في أعطان الإبل ; فإنها خلقت من الشياطين " قيل : حديثه نحو المائتين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية