الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من اعتمر ونسي الحلق ثم أحرم بعمرة أخرى وحلق أثناءها

السؤال

والدتي مسنة، وذهبت لأداء مناسك العمرة، وكان ذلك بعد صلاة العشاء، وبعد انتهائها من عمرتها الأولى نسيت قص جزء من شعرها، وبعدها مباشرة في نفس اليوم، وبنفس الملابس التي اعتمرت بها أول مرة، ذهبت لمسجد السيدة عائشة "ميقات مكة"، وعقدت النية لعمرة ثانية قبل صلاة الفجر بنفس الملابس، ورجعت للحرم المكي، فأتمّت الطواف، وتذكرت أنها لم تقص شعرها في العمرة الأولى؛ فقصت جزءًا منه قبل شروعها في السعي، ظنًّا منها أنها بذلك سوف تتحلل من العمرة الأولى، ورجاء في عفو الله وفضله، ثم أكملت السعي للعمرة الثانية، وقصت جزءًا من شعرها، وتحللت من هذه الملابس، مع العلم أنها لا تعرف أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يعتمر أكثر من مرة بنفس اليوم، فما حكم الشرع في ذلك -رزقكم الله العفو، والعافية، والمعافاة-؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالحلق أو التقصير، نسك في العمرة، ولا يتمّ التحلل إلا به، وانظر الفتوى: 188277.

وعلى هذا؛ فعندما تذكرت أمّك وحلقت، تمت لها عمرتها الأولى بذلك، وإحرامها بالعمرة الثانية قبل حلقها لغو؛ لأنها ما زالت باقية على إحرام العمرة الأولى.

وعلى هذا؛ فبقصها لشعرها تمت لها عمرة واحدة فقط، وهي الأولى، وانظر الفتوى: 14924.

وأما بالنسبة لتكرار العمرة في السفرة الواحدة، سواء في يوم واحد، أم أيام متعددة، فقد بينا في فتاوى أنه جائز، وإن كان تركه أولى، وانظر الفتوى: 112419.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة