الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المفاضلة بين العمرة وشراء مقبرة للأسرة والعقيقة عن الابن الأكبر

السؤال

أي الأمور التالية له الأولوية بالنسبة للمؤمن، بمعنى آخر أيها أكثر أهمية، ويفضل للمؤمن أن يبدأ بعمله قبل أن تأتيه المنية:
الأمر الأول: القيام بعمرة لبيت الله.
الأمر الثاني: شراء مقابر لي ولأسرتي.
الأمر الثالث: عمل عقيقة لابني الأكبر، ولديّ طفلان آخران أصغر منه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الأفضل في حقّك أن تأتي بالعمرة.

فإن كنت لم تعتمر، فهي واجبة عليك مع الاستطاعة؛ بناء على القول الراجح، كما سبق في الفتوى: 51267.

وإن كنت قد اعتمرت؛ فالعمرة أفضل أيضًا من العقيقة، ومن شراء موضع قبر؛ ففضلها عظيم ـ خصوصًا إذا كانت في رمضان ـ، وقد ذكرنا طرفًا من ذلك في الفتويين: 100614، 133915.

والعقيقة عن المولود سنة مؤكدة، ثبت الترغيب فيها، وقد ذكرنا التفصيل في حكمها في الفتوى: 49306

فالعقيقة أفضل من شراء موضع قبر لك، أو لأسرتك.

والظاهر من كلام أهل العلم أن شراء موضع القبر جائز، ولم نقف على ما يدل على الترغيب فيه، جاء في دقائق أولي النهى لشرح المنتهى، المعروف بشرح منتهى الإرادات: (ومن وصى بدفنه بدارٍ) في ملكه (أو) في (أرض في ملكه، دفن مع المسلمين) لأنه يضر بالورثة.

قال أحمد: (و) قال (لا بأس بشرائه موضع قبره، ويوصي بدفنه فيه) فعله عثمان، وعائشة. ولعل الفرق بينها وبين ما قبلها: أن الأولى إذا كان بالعمران، والثانية إذا كان بالصحراء؛ إذ عثمان وعائشة بالبقيع. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة