الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إجماع قومي ديني صهيوني على بناء الهيكل المزعوم(2-2)

إجماع قومي ديني صهيوني على بناء الهيكل المزعوم(2-2)

إجماع قومي ديني صهيوني على بناء الهيكل المزعوم(2-2)

سبق لنا الحديث عن مواقف الساسة الصهاينة بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية من قضية بناء الهيكل المزعوم ، وذكرنا أن هناك إجماعا دينيا وقوميا على ضرورة وحتمية بناء الهيكل ، واليوم نعرض لبعض مواقف وآاء وتصريحات حاخامت اليهود من هذه القضية حتى يتبين لكل مسلم أن الأمر جد لا هزل ، لعل بني قومي ينتبهون.

1-حاخامية إسرائيل الرئيسة تحرم التفاوض حول الحرم القدسي وتدرس عدة مقترحات لإقامة كنيس يهودي

فقد قرر مجلس الحاخامين الرئيس في إسرائيل أنّ مجرد قبول الحكومة الإسرائيلية التفاوض حول الحرم هو إثم وأنّ هناك حظراً شرعياً مطلقاً على تسليم الحرم للأجانب في إطار سيادة أو أي ملكية أخرى، مباشرة أو غير مباشرة، والسيادة هي لشعب إسرائيل ومجرّد النقاش في ذلك يعتبر إثماً..ومجرّد البحث في حق الملكية اليهودية لجبل الهيكل تدنيس في نظر الله. وقال عضو مجلس الحاخامين الرئيس الحاخام (شائر يشوف كوهين) –نقلاً عن صحيفة معاريف الصادرة بتاريخ 5/1/2001م- : "إنّ ثمّة أمرا خطيرا جداً لكل من يرتكب هذا الإثم ، هذه أمور لا يمكن التكفير عنها، ولا طلب الغفران، حتى يوم الغفران".

نشرت صحيفة "معاريف" خبراً في تاريخ 21/1/2002م بعنوان كبير " يجب إقامة كنيس في المسجد الأقصى " ومفاد هذا الخبر أنّ حاخام مدينة حيفا " شائر يتشوف كوهين " دعا إلى إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى.وذلك بعد أن أوصى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "شين بيت" بالسماح لليهود بدخول الحرم القدسي.ونقلت جريدة "معاريف" عن الحاخام كوهين, الذي زار بولندا قوله: "من الممكن، بل من الواجب إقامة كنيس يهودي في الحرم القدسي بشرط أن يكون الدخول إليه حسب القواعد الدينية". مشيراً إلى أنه "يوجد في الحرم القدسي الشريف مناطق مسموحة وهذه المناطق يسمح لكل اليهود الدخول إليها", على حد تعبيره.

2- الحاخام (زلمان مليمد) رئيس الحاخامات الإسرائيلية في المستوطنات - قال أمام مؤتمر للحاخامات في القدس-: "إنّ إسرائيل لا قيمة لوجودها دون الحرم القدسي.. ويخطىء من يظن أنّا نصلي من أجل سلامة حائط المبكى وليس للحرم القدسي".

3- الحاخام إبراهام شابيرا- الذي كان قبل أعوام الحاخام الاشكنازي الأكبر في إسرائيل، ويعد من أكبر مصدري الإفتاء بالنسبة للتيّار الديني الإسرائيلي الذي ينتمي إليه المستوطنون اليهود- وفي حضور عدد من وزراء حكومة باراك يصرّح: "عليهم أن يعرفوا أنّه لن يكون بإمكانهم البقاء في هذا المكان إلى الأبد، هذا هو قدس الأقداس بالنسبة لنا، إنّ أحداً لا يمكنه أن يصنع سلاماً مع الدولة التي تمثل الشعب اليهودي وفي نفس الوقت يصر على البقاء في المكان الطبيعي الهيكل"، وصرخ شابيرا بصوت مرتفع أثناء الاحتفال بوضع حجر الأساس لمدرسة دينية في شرقي القدس وقال: "لا يوجد شيء اسمه المسجد الأقصى، إنّ هذه كذبة افتراها علينا العرب وصدّقوا أنفسهم، وللأسف إنّ بعضاً منّا قد آمن لهم"..وأضاف شابيرا: "لا مجال للتضليل هنا، فجبل الهيكل (المسجد الأقصى) يتبع اليهود والشعب اليهودي في كلّ أماكن تشتته، ولا يليق بالدولة التي تمثل الشعب اليهودي أن تبدي أي تنازل عن هذا المكان"، وعبر شابيرا عن هدف اليهود ومرجعيتهم الدينية بالنسبة للمسجد الأقصى قائلاً: "أي اتفاق تسوية مهما كان يجب أن يضمن لنا كأصحاب الأرض الشرعيين أن نقيم طقوسنا الدينية في المسجد الأقصى ليس هذا فحسب، بل إنّنا سنصر على إقامة مرافق دينية لليهود داخل أسوار المسجد الأقصى". ووسط تصفيق معظم الحضور واصل الحاخام شابيرا خطابه الحماسي، فقال:"يخافون من ردّة فعـل العرب والمسلمين في حال تم تمكين اليهود من أداء طقوسهم الدينية في باحة المسجد الأقصى، ونحن نقول لهم: إنّ العرب والمسلمين بإمكانهم أن يذهبوا إلى الجحيم، وإذا لم يرق لهم أن نقيم طقوسنا الدينيّة، فبإمكانهم أن يذهبوا للعربية السعودية فهناك لهم ما يريدون من مواقع دينية".

4- أما الحاخام إسحاق ليفي رئيس حزب المفدال سابقا فقد :

" أكدّ أكثر من مرّة أن دولة (إسرائيل) لا يمكنها أن تفرط بالمسجد الأقصى تماماً ،وهي جادة تماماً في عمل كل ما يلزم من أجل تهيئة الظروف لتمكين اليهود من السيطرة على المسجد الأقصى، ويقول: " الجمهور الدّيني في (إسرائيل) لا يمكنه أن يتحمّل رؤية تسوية لا تمكن اليهود من إقامة شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى". وفي السياق ذاته دعا يوم 21يناير2002م زعيم حزب "المفدال" اليميني الحكومة الإسرائيلية إلى السماح فوراً بدخول اليهود إلى الحرم القدسي الشريف. وقال: "لا يمكن احتمال أن يسمح لكل إنسان بالدخول إلى هناك، ويُمنع اليهود من ذلك ".

5- أما الحاخام ماكوفر فقال: " لا أشك لحظة أنّ الجامع ذا القبة الذهبية والمقام على الصخرة نفسها، التي أقام عليها الملك سليمان مركز العبادة العبرانية في التاريخ القديم.. هذا الجامع سيدمر ليقام مكانه هيكل القدس الجديد الذي سيعاد بناؤه بكل فخامته".

6- يسرائيل تسيدون أحد مؤسسي تنظيم (أمونا)

وهو الذي يعتبر أحد أبرز الدعاة لهدم الأقصى على رؤوس المصلين المسلمين أثناء صلاة الجمعة يقول: "إنه في النهاية لا غنى عن عمل تخريبي من أجل تدمير المسجد الأقصى وإنهاء ملفه".

7- هودا عتصيون -أحد أقطاب منظمة (حاي فكيام) اليهودية المتطرفة

قال أثناء برنامج (بوليتيكا) الذي بثه التلفزيون الإسرائيلي بتاريخ 18-7-2001: "إن على الحكومة القيام بتدمير المسجد الأقصى، وأن تقوم بتدمير ما أسماه: "التدنيس المتواصل الذي يقوم به المسلمون للمكان منذ مئات السنين".وعتصيون- الذي كان يتحدث وبجانبه وزير الاتصالات الإسرائيلي السابق روفي ريفلين - أضاف قائلا: "إنّ أحداً لا يمكنه أن يضلل نفسه، فالمسلمون لا يمكنهم أن يقبلوا أن يستمرّ هذا الوضع، فإذا لم يتوقف المسلمون عن تدنيس المكان، فإنّ علينا أن نتحرك نحن. وأنا أعتقد أنّ الكثيرين من اليهود يفكرون بأن يقوموا بذلك في حال عدم اتخاذ الحكومة قراراً شجاعاً وتاريخياً بهدم المسجد الأقصى".واكتفى الوزير ريفلين بأن ربت على كتف عتصيون مستحسناً كلامه لكنّه لم يعلق. ويقول أيضاً (يهوداعتصيون): "قضية السيطرة على جبل (الهيكل) ستحسم ملكية البلاد لأبناء إسحاق؟ أم لأبناء إسماعيل؟".

8- نقلت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية -في عددها الصادر يوم الجمعة 29/12/2000م- تصريحاً للحاخام (يسرائيل أريل) من الحركة المسماة (معهد الهيكل) -التي تتلقى الدعم المالي مباشرة من الحكومة الإسرائيلية لتمويل أبحاث موضوع الهيكل- يقول فيه: "إنّ حكومة إسرائيل الرسمية والجيش الإسرائيلي مطالبان بالعمل على إزالة المساجد الإسلامية من باحة الحرم القدسي.. المساجد الإسلامية كومة من الحجـارة يجب إزالتها.. هذه هي العملية.. وهذا ما سيحدث".

9- أما الحاخام عفوديا يوسف الزعيم الروحي لحركة (شاس) فيقول:

"الحرم القدسي كله لنا". وقد سبق للحاخام عفوديا يوسف أن تطاول على الذات الإلهية بالقول: إنّ الله ندم على خلق العرب،واصفاً إياهم بالأفاعي والمدنسين والنمل، وقد صرّح مؤخراً بأن المسيح عندما ينزل فإنّه سيقتل العرب،ويودي بهم إلى جهنّم، فما على اليهود إلا الشروع بهدم المسجد الأقصى،والبدء ببناء الهيكل، دون خوف من ردة فعل العرب والمسلمين، لأن المسيح سيتكفّل بهم على حد زعمه.

10- أما الحاخام الأكبر -السابق- لإسرائيل وللجيش (شلومو غورن) فكان أول من دعا إلى إعادة بناء الهيكل، ولمّا احتل اليهود الحرم القدسي سنة 1967م نفخ (غورن) في البوق احتفالاً بالنصر وإيذاناً ببدء عملية بناء الهيكل، وقد ألّف كتاباً حول هذا الموضوع، وقد حاول عدة مرات الدخول إلى ساحات الحرم لينفخ فيه بالبوق.وكان هذا الحاخام قد دعا القائد العسكري للقدس عام 1967م إلى هدم المسجد الأقصى مستغلاّ ظرف الحرب.

11- ويقول الحاخام مردخاي إلياهو:

"إنّنا نرى بأمّ أعيننا ثعالب تمشي على الهيكل، وقد قيل في الكتب: إنّه يجب قتل الغرباء الذين يدخلونه، إنّ هؤلاء يمشون عليه ويدنسونه، وقد قال حكماؤنا: إنّه يجب منع عابدي النجوم -أي غير اليهود- من دخول المكان المقدّس، ولذلك على المسؤولين وقف هذه الحالة دون مبالاة بما سيقول الغرباء عنهم".

12- ويقول الحاخام يوسف إلباوم:

"إن الحضور اليهودي على جبل الهيكل هو الذي يقنع العالم بأن اليهود جادون في بناء الهيكل". ويضيف:" إننا من دون الصلاة في الهيكل، وتأدية شعائره نبقى نصف يهود، وليس يهوداً كاملين، وإن كثيراً من كتبنا المقدسة تضم الكثير من الأحكام والفرائض التي تتعلق بالهيكل وإننا من دون تطبيق ذلك فإن اليهودية أيضاً تبقى ناقصة..من دون الهيكل الحقيقي لا يمكن لليهود- كشعب مقدس-أن يعرف معنى القدسية..إنّه منذ أن أصبح جبل الهيكل تحت سيطرتنا، فإننا لم نعمل شيئاً لاستثمار هذه الفرصة، إنه أقدس مكان لليهود عندنا، لكننا لم نقم بعمل شيء".

13- وهذه تصريحات حاخام حائط البراق– المبكى كما يزعم اليهود- (ي.جاتس)عام 1968م حيث تحدث لصحيفة (هآرتس) الإسرائيلية قائلا: "إنّ توقيت إقامة الهيكل قريب وليس بالبعيد...إنّ الله هو الذي سيهدم المساجد في الحرم القدسي الشريف بمساعدتنا".

14- يقول اليهودي الإنجليزي اللورد ملتشت: "إنّ اليوم الذي سيعاد فيه بناء الهيكل أضحى قريباً جداً، وإنني سأكرس بقية حياتي لبناء هيكل عظيم مكان المسجد الأقصى".

وأخيرا هذه نيات القوم طفحت بها ألسنتهم فهل يعيها المسلمون؟ وهل يتحركون قلب فوات الأوان؟.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

قراءات وتحليلات

أنقذوا الأونروا قبل فوات الأوان!

في رسالة إلى رئيس الجمعيّة العامة للأمم المتحدة الخميس 22 فبراير/ شباط 2024، حذّر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة...المزيد