الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قوة شخصيتك ترسم نجاحك الذاتي

قوة شخصيتك ترسم نجاحك الذاتي

قوة شخصيتك ترسم نجاحك الذاتي

يعرف علماء النفس الشخصية القوية بأنها الشخصية التي تستمر في النمو والتطور، فصاحب العقلية المتحجرة .. "ضعيف الشخصية"، ومن لا يستفيد من وقته وصحته وإمكاناته .. "ضعيف الشخصية"، ومن لا يعدل من سلوكه ويقلع عن أخطائه .. "ضعيف الشخصية".
قوة الشخصية تعني أيضا القدرة على الاختيار السليم، والتمييز بين الخير والشر، والصواب والخطأ، وإدراك الواقع الحاضر، وتوقع المستقبل .. فالنمو والتطوير شرطان أساسيان لكي تكون شخصيتك قوية ومثمرة في نفس الوقت.
والوراثة ركن أساسي في تكوين الشخصية، ولاشك أن هناك من يولد أقوي شخصية من غيره، فكما يرث أحدنا الصفات الجسدية لآبائه وأمهاته كلون بشرته وتقاسيم وجهه، كذلك فإنه يرث صفاتهم النفسية بنسب معينة، ولكن ذلك لا يعني أن من لم يرث قوة الشخصية من آبائه فإنه لا يمكنه اكتسابها.
فالصفات التي نرثها ليست كلها من النوع الذي لا يمكن تبديلها وتغييرها، ولا من النوع الذي لا يمكن الإضافة عليها بشكل أو بآخر، فظروف الحياة والتجارب التي يمر بها الإنسان وتصميمه وتحديه، كلها تشكل عوامل تساعده في اكتساب الصفات التي يرغب فيها في ذاته لتدعم شخصيته وهو ما يسمى بالتربية التصحيحية الذاتية.

وموقف الشخصية القوية التي تجيد فن التعامل مع الناس ليس موقف من يستعرض عضلاته، مع حماس زائد وانفعال لا ضرورة له، فارتفاع الصوت في النقاش مثلا ليس دليلا على صحة القول .. إن الشخصية القوية التي تجيد فن التعامل مع الآخرين تتسم بالهدوء وعدم الاكتراث بالمناقشات الغبية، وعدم فرض عقليتها على غيرها، فالثقة بالنفس والحجة القوية لا تحتاجان لإلزام أو انفعال أو صراخ.
لا تنسى هدفك الأسمى
نقصد ذلك الهدف الأعلى الذي يسمو فوق المصالح المادية والغايات الدنيوية، ولا يواجه المسلم مشكلة في تحديد الهدف الأكبر في وجوده، ولكن المشكلة تكمن في الغرق في تفاصيل الحياة وتعقيداتها، وبالتالي يصبح إحساسنا وشعورنا للهدف ضعيفاً رتيباً، مما يجعل توليده للطاقة التغيرية لا تصل إلى المستوى المجدي لتنمية الذات.

القناعة بضرورة التغيير:
يظن كثير من الناس أن وضعه الحالي جيد ومقبول، أو أنه ليس الأسوأ على كل حال، وذلك آفة النظر إلى الفاشلين والمقارنة بالمهمشين، والبعض الآخر يعتقد أن ظروفه سيئة وإمكانياته محدودة، ولذلك فإن ما هو فيه لا يمكن تغييره!! وهذا نوع ممقوت من جلد الذات الذي يورث القنوط واليأس واهتزاز رؤيته لإيجابياته وإمكاناته الذاتية.
والحقيقة أن المرء حين يتطلع إلى التفوق على ذاته الخاملة والتغلب على الصعاب من أمامه سوف يجد أن إمكانيات التحسين أمامه مفتوحة مهما كانت ظروفه.

الشعور بالمسؤولية:
حين يشعر الإنسان بجسامة الأمانة المنوطة به، تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما، يجب أن يضع المرء نصب عينيه اللحظة التي سيقف فيها بين يدي الله عز وجل فيسأله عما كان منه .. إن علينا أن نوقن أن التقزم الذي نراه اليوم في كثير من الناس ما هو إلا وليد تبلد الإحساس بالمسؤولية والركون إلى الدعة والكسل الذي يسبب انهيار النفس أمام الصعاب ولو صغرت.

الإرادة الصلبة والعزيمة القوية :
وهي شرط لكل تغيير، بل وشرط لكل ثبات واستقامة، وفي هذا السياق فإن "الرياضي" يعطينا نموذجاً رائعاً في إرادة الاستمرار، فهو يتدرب لاكتساب اللياقة والقوة في عضلاته، وحتى لا يحدث الترهل فإن عليه مواصلة التدريب، وهكذا فإن تنمية الشخصية ما هي إلا استمرار في اكتساب عادات جديدة حميدة، وأحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة