الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدث في مثل هذا الأسبوع (15 - 21 رجب)

حدث في مثل هذا الأسبوع (15 - 21 رجب)

حدث في مثل هذا الأسبوع (15 - 21 رجب)

وفاة " شاعر طيبة " محمد ضياء الدين الصابوني 21 رجب 1434 هـ (2013 هـ)
الأستاذ محمد ضياء الدين الصابوني أستاذ لغوي، وأديب شاعر.
لقب بشاعر طيبة لكثرة قصائده في الشوق إلى المدينة المنورة ومدح الرسول صلى الله عليه و سلم، وكاد أن يوقف نفسه وشعره على مدح الحبيب دون أن يغفل في أغراض شعره عن التطرق لهموم المسلمين وقضاياهم الكبرى.
في شعره رقة وجزالة وعذوبة وسلاسة، وشعره ينساب في عفوية ويسر، لا يتكلفه وإنما يأتيه عفو البديهة والخاطر، مما جعله شعرا سائغا قريب التناول، سهل الفهم.
يعتبر من علماء اللغة العربيّة، وامتاز بسهولة ويسر طرحه لعلوم اللغة العربية من بلاغة ونحو وصرف.
نشر شعره في الصحف والمجلات العربية، كما شارك في العديد من المؤتمرات والأمسيات الشعرية، وهو شقيق المفسر الشهير؛ الشيخ محمد علي الصابوني مؤلف كتاب "صفوة التفاسير" وغيره.

نشأته
الاسم : محمد ضياء الدين بن محمد جميل الصابوني الحلبي ثم المكي.
يكنى بأبي حسان ، إذ سمى نجله الأول باسم شاعر الرسول - صلى الله عليه وسلّم - (حسّان) بن ثابت - رضي الله عنه.
من مواليد حلب الشهباء بسوريا عام 1926م (1344هـ).

أنهى دراسته الثانوية (البكالوريا) سنة 1947م ثم التحق بكلية الآداب في الجامعة السورية وحاز على الإجازة العالية (الليسانس) في الأدب العربي سنة 1952م، وحاز أيضاً على دبلوم في التربية والتعليم ، وشهادة في أصول التدريس سنة 1953م.
كان أستاذه الأول والده الشيخ محمد جميل الصابوني رحمه الله، كما أخذ عن الشيخ محمد نجيب سراج الدين، وأحمد عز الدين البيانوني، وأحمد الإدلبي، وعبد الفتاح أبو غدة، ومصطفى السباعي، ومحمد الحامد، وأحمد القلاش، ومحمد نمر الخطيب، ومحمد المنتصر بالله الكتاني ، وكانت له مرثيات شعرية لمعظم شيوخه.

حياته العملية
عمل مدرساً في ثانويات حلب ومعاهدها الشرعية، ثم أعير إلى المملكة العربية السعودية فدرّس في معهد العاصمة النموذجي في الرياض، ثم انتقل إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ليعمل موجهاً تربوياً لللغة العربية، وفي مدة إقامته بها أطلق عليه فضيلة الشيخ عبد الحميد عباس - رحمه الله - وهو من وجهاء المدينة في مجلسه العامر لقب "شاعر طيبة" وأصبح يعرف به.
ثم انتقل إلى المعهد العالي لإعداد الأئمة والدعاة في مكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي ليدرّس فيه.
كان عضوا في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، منذ تأسيسها في 1406هـ، الموافق 1986م، و عضوا بنادي المدينة المنورة الثقافي الأدبي ،وعضوا بنادي مكة المكرمة الثقافي الأدبي.
ومنح جائزة مهرجان المديح النبوي لعام ( 1427 هـ / 2006م ) ، في المهرجان السنوي الدولي الذي يعقد في العاصمة الليبية طرابلس في غرة ربيع الأول من كل عام.

من جميل شعره:
يقول في حبه لطيبة
قلـب المتيـم هائـم بهواهـا هي طيبة عم الوجـود سناهـا
كم ذا يكابد من يفارق مرغمـا ويحب من أجل الحبيب ثراها
فتراه دوما هائما في روضهـا مستعبـر العينيـن يدعـو الله
كم ذكريات حلوة برياضها أيام أنس في ربوع (قباها)
الشمس تخجل من ضياء جبينها والبدر يقبس من بهي ضياهـا
..
إني وإن فارقت " طيبة" حقبـةَ لأحن من شـوق إلـى لقياهـا
وأكاد للذكـرى أذوب صبابـة وأنا الذي في حبها قـد تاهـا
..
والله أسأل أن أقيـم بأرضهـا ويضمني بعد الممـات ثراهـا
فالله أكرم من يحقـق منيتـي فأنا المتيـم لا أحـب سواهـا

مدح الرسول

يا صاحب الخلق العظيم ومالك القلب الرحيم وفضله لا يجحد
مهما تغنى المادحون بمدحه يفنى المديح وفيه ما لا ينفد
ماذا أقول؟ ومن يفي بمقامه؟ يكفيه مدح الله فهو مخلد
الله شرفه وأعلى قدره والرسل تعلم والملائك تشهد

ويقول
هذا ربيعك يا محمد غردا فترى الوجود مغنيا و مرددا
ما إن أطل على الوجود ضياؤه حتى أنار العالمين إلى الهدى
وأراد ربك أن يُجَلّي رحمة في الكون؛ فاختار النبي محمدا
قد زينتْهُ شمائلٌ محمودةٌ فغدا على كل العوالم سيدا

ويقول
ماذا أقول؟ ومن يفيك بمدحه وجميع مداحيك ما بلغوا المدى
هل بعد قول الله أنت بأعيني مدح يفيك وهل لنا أن نحمدا؟
أثنى عليك الله في قرآنه فلأنت ينبوع الفضائل والندى

ما كنت إلا للعوالم رحمة ما كنت إلا للزمان مجددا
يا صاحب الخلق العظيم ومالك القلب الرحيم وللمكارم مبتدا

الدين نهضة
قالوا عن الإسلام دين تخلف والدين أفيون ولما يهتدوا
جهلوا بأن الدين باعث نهضة هو للحياة مطور ومجدد
الدين سلوى النفس من آلامها وعزاؤها في النائبات ومسعد
الدين رمز حضارة وتقدم لولاه عاش المرء وهو مشرد

آثاره الأدبية ومؤلفاته :
ترك الشاعر محمد ضياء الدين الصابوني عدداً من الدواوين الشعرية والكتب الدعوية والتعليمية.
فمن دوواينه الشعرية:
- من نفحات الحرم 1965
- من نفحات طيبة 1972
- تحية رمضان 1975
- نفحات القرآن 1983
- رباعيات من طيبة 1984
- في رحاب رمضان 1985
- نشيد الإيمان 1989
- ملحمة النبوة.
- رباعيات من مكة.
- نفحات حب وخلجات قلب.
- لهيب الجهاد.
- أغاريد العباسية.
- ذكريات الصبا.
ومن مؤلفاته الدعوية والتربوية:
المدائح النبوية، صور من القرآن، التربية النبوية، شخصية الصديق كما يصوره ابن المقفع، فن الخطابة، أصول الدعوة، حاضر العالم الإسلامي، أفراح الزفاف الإسلامي، مختارات ضياء.

ومن مؤلفاته المنهجية التعليمية:
نفحات من الأدب الإسلامي (دراسات تنظيرية وتطبيقية)، هذب لغتك (تصويبات لأخطاء لغوية شائعة)، الموجز في القواعد والإعراب، الموجز في البلاغة والعروض، النحو المبسط
وجل مؤلفاته من الدواوين والكتب نشر وتوزيع دار الصابوني بحلب في سوريا.

وفاته :
توفي الأستاذ الشاعر محمد ضياء الدين الصابوني بعد صلاة الجمعة 21 رجب 1434هـ الموافق 31 مايو 2013م في مكة المكرّمة، عن 87 سنة.
وصُلي عليه في المسجد الحرام عقب صلاة العشاء، ودُفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة رحمه الله وغفر له.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

حدث في مثل هذا الأسبوع

حدث في مثل هذا الأسبوع (16-22 من ذي الحجة)

وفاة المؤرخ اليمني محمد محمد زبارة 16 من ذي الحجة 1380هـ(1961م) وهو مؤرخ، ونسابة، وأديب وشاعر، من كبارعلماء عصره، له...المزيد