الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسماء علم العقيدة عند المدرسة الكلامية

أسماء علم العقيدة عند المدرسة الكلامية

 أسماء علم العقيدة عند المدرسة الكلامية

سيأتي في مقال آخر سبب تسمية هذه المدرسة بالمدرسة الكلامية، ونقتصر في هذا المقال على الكشف عن أسماء علم العقيدة عند أربابها، فقد تعددت أسماء علم العقيدة عند أرباب المدرسة الكلامية كما تعددت عند أهل السنة والجماعة، واشتركت المدرستان في بعض الأسماء أيضًا، ولكن أسماء علم العقيدة عند أهل الكلام لم تبلغ العدد الذي بلغته عند أهل السنة، وبيان ذلك كما يأتي:

1- علم العقيدة: ظهر هذا الاسم عند المدرسة الكلامية في القرن الرابع الهجري، وهو مستعمل عندهم بكثرة إلى ما بعد القرن الثاني عشر، وهو من الأسماء المستعملة عند أهل السنة أيضًا، وقد استُعمل هذا الاسم في عدد من مؤلفات أهل الكلام، ومن تلك المؤلفات مؤلفات الإمام الجويني (ت: 478 هـ): لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة، وكتاب العقيدة النظامية، وأيضًا ورد هذا المصطلح في كتاب: قواعد العقائد لأبي حامد الغزالي (ت: 505 هـ) وفي كتاب: الاعتقاد على مذهب أهل السنة والجماعة للإمام البيهقي (ت: 458 هـ).

2- الفقه الأكبر: وأكثر من استخدم هذا المصطلح في الدلالة على مسائل العقيدة الماتريدية، لا سيما أتباعُ مذهب الإمام أبي حنيفة .
3- علم التوحيد: استُخدم هذا المصطلح قديمًا عند أرباب المدرسة الكلامية للدلالة على مسائل العقيدة، ومن أقدم من استخدمه: الإمام أبو منصور الماتريدي (ت: 333 هـ) وذلك أنه قد ألف كتابًا سماه: التوحيد، تكلم فيه عن الأسماء والصفات، وعن القدر، وإثبات وجود الله تعالى، ورد على المخالفين في ذلك. وممن استعمل هذا المصطلح: الإمام أبو الثناء اللامشي وهو من علماء الماتريدية توفي في القرن السادس، ألف كتابا سماه: التمهيد لقواعد التوحيد. ويقول سعد الدين التفتازاني (ت: 792 هـ): العلم بالأحكام الأصلية -العقائد- يسمى: التوحيد والصفات.
4- علم أصول الدين: وهو من أكثر المصطلحات استعمالا في المدرسة الكلامية، وهي المدرسة التي أحدثت هذا الاسم أو المصطلح وأطلقته على مسائل العقيدة كما قال ذلك ابن تيمية، ومن مؤلفات الكلامية التي تحمل مصطلح أصول الدين: الشامل في أصول الدين للجويني، وكتاب: أصول الدين لعبد القادر البغدادي (ت: 429 هـ)، وكتاب: الأربعين في أصول الدين للغزالي، وكتاب: الأربعين في أصول الدين للرازي (ت: 606 هـ).
5- علم الكلام: هذا المصطلح من أكثر المصطلحات وأشهرها استعمالًا في المدرسة الكلامية، بل لقد أصبح هو الاسم المعتمد عندهم للدلالة على مسائل العقيدة، يقول الآمدي (ت: 631 هـ): "أشرف العلوم إنما هو العلم الملقب بعلم الكلام، الباحث عن ذات واجب الوجود وصفاته، وأفعاله ومتعلقاته"، ومن مؤلفات الكلامية التي تحمل هذا الاسم كتاب: نهاية الإقدام في علم الكلام للشهرستاني (ت: 548 هـ)، وكتاب: الإشارة في علم الكلام للرازي، وكتاب: غاية المرام من علم الكلام للآمدي.
كانت هذه الأسماء الخمسة هي التي أطلقها أتباع المدرسة الكلامية على مسائل العقيدة، اشتركوا فيها مع أهل السنة في بعض الأسماء وهي: علم العقيدة، وعلم التوحيد، وعلم الفقه الأكبر، وعلم أصول الدين، وانفردوا عنهم باسم: علم الكلام.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة

لا يوجد مواد ذات صلة