الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب خوف الطفلة وبكائها بشدة وكيفية علاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابنتي عمرها الآن عشرة أشهر، ومع صغر سنها لا أعرف سبب خوفها، فمنذ كان عمرها أسبوعان، نسيت أن أشعل الضوء في الغرفة التي تنام فيها، فاستيقظت مذعورة تصرخ صراخاً شديداً.

ومن عمر الشهر تقريباً كانت تخاف الوجوه الجديدة، وتبكي بكاء شديداً حتى ترى الشخص عدة مرات وتألفه، وهناك بعض الأشخاص الذين لا تزال تخافهم باستمرار كجارتي مثلاً، والآن هي تكره النوم، وتبكي بشدة كلما حاولت تنويمها، مع أنها تكون نعسانة جداً.

أنا بدأت أشعر الآن أنها أيضاً تخاف النوم، مع العلم أني لا أزعجها ولا أتعامل معها بقسوة، فما سبب هذا الخوف من كل شيء جديد؟ وهل سيستمر معها حتى تكبر؟

كما أنها تبكي بشدة عندما تريد شيئاً، حتى أنها وبثوان قليلة تغشى من البكاء، وإذا أعطيتها ما تريد تسكت بمجرد تلبية ما تريد، وكأن شيئاً لم يكن!

جزاكم الله عنا كل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن هنالك اختلافا كبيراً وتفاوتا بين الأطفال خاصة في مرحلة الصغر؛ فهنالك الهادئ الطبع، وهنالك الكثير الحركة، وهنالك الكثير البكاء... وهكذا.

هذه الطفلة لا زالت صغيرة، ولا أعتقد أنها تستطيع أن تميز الأمور بصورة واضحة، ولكن الطفل لديه ميول حتى في مثل هذه السن، فهذه الميول تتمثل في أنه ربما يتعلق ببعض الأشياء التي هي مألوفة بالنسبة له.

البكاء عند الأطفال في هذه السن ينقسم إلى سببين:

السبب الأول هي: بعض الأعراض العضوية البسيطة؛ مثل المغص المعوي وكذلك التسنين، هذا يؤدي إلى نوع من عدم الارتياح لدى بعض الأطفال، خاصة أن الناس -بصفة عامة- يختلفون في تحملهم للألم وهذا أكثر وضوحاً لدى الصغار، وهذا يعالج بجرعات بسيطة من البندول يساعد كثيراً في مثل هذه الحالات.

والنوع الثاني من الأطفال هم الأطفال الذين تعوَّدوا على نمط معين من المعاملة من جانب الوالدة، خاصة إذا كان الطفل - على سبيل المثال – حين يبكي ويصرخ يمكن إسكاته بإرضاعه أو إعطائه شيئاً، هذا النوع من السلوك هو سلوك غير مرغوب فيه، ولذا نقول للناس دائماً: اتركوا الطفل يبكي ولا تجعلوه يتوقف عن البكاء نتيجة لإعطائه شيء معين، تحمل أنت هذا البكاء وسوف يتوقف الطفل عنه إن شاء الله تدريجياً، وهذا هو الذي أنصح به، لا أعتقد أبداً أن طفلتك إن شاء الله تعاني من أي علة حقيقية.

هذا الصراخ هو حقيقة احتجاج على عدم الاهتمام بها، لأنها ربما تكون أيضاً قد تعودت اهتماما كثيراً منك، لا نقول لك: تجاهليها بالطبع، ولكن أرجو أن يكون في قلبك شيء من التحمل لصراخها، أرجو أن تتحملي صراخها وهي سوف تتوقف عنه، ويجب ألا تسكيتها في كل وقت بما تريد وتطلب، هذا هو الذي أراه، وأنا على ثقة إن شاء الله أن هذا سوف ينتهي، ولا أعتقد مطلقاً أنه سوف يستمر معها حتى تكبر.

عليك فقط بالصبر، وعدم إرضائها في كل المواقف، هذا الشيء ضروري جدّاً، وبعد أن تكبر قليلاً بعد أن تصل لسن السنة ونصف تقريباً، لا بد أن تطبقي مبدأ الترغيب والترهيب المعقول؛ لأن هذا هو المبدأ السلوكي الصحيح.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً